حروف ثائرة

انه الشرق الأوسط الجديد!!

محمد البهنساوى
محمد البهنساوى

«نجحنا بإنهاء الخلاف مع إيران، لأنها ليست مسلمة كما يُشاع ونتعاون معها لكبح الإسلام السنى وهذا أهم لنا من الخلاف حول برنامجها النووى وبالفعل نحّينا الخلافات واتفقنا على وضع الشعوب العربية تحت التحكم «، هكذا جاء بالخطاب الأخير لباراك أوباما بالبيت الأبيض، وأسهب فيه مدحا بحليفتهم إسرائيل وتأكيد على حمايتها، وقدحا بالعرب والمسلمين - السنة طبعا - والتأكيد على إضعافهم واستنزافهم، عقيدة أمريكية تكشف حقيقة الشرق الأوسط الجديد وقواعده ايران واسرائيل تدفن تحتها كل قوى ودول المنطقة.


بداية دعونا نتفق أن الخاسر الأكبر مما حدث ليلة السبت هى القضية الفلسطينية والشعب المطحون المقهور فى غزة بعد ان توارت مأساته، والرابح الأكبر بالطبع نتنياهو وكل مصاصى الدماء الصهاينة بمخرج ومبرر جديد لاجرامهم، والكلام عن أن ما حدث يخدم الحق الفلسطينى مراهقة وطفولة سياسية مرفوضة وممقوتة، ولنتساءل كيف نتحدث عن تعاون إيرانى إسرائيلى برعاية غربية رغم حديث الوعد والوعيد بينهم وايران مازالت ترفع شعار إزالة إسرائيل، ولنرجع منذ زراعة إسرائيل بمنطقتنا والتهديد والوعيد لطهران بينما القتل والتدمير للعرب!!، وهنا نتوقف عند حقيقة تاريخية يجهلها العرب ولا تغيب عن أذهان اليهود، عندما أنقذ الملك الفارسى كورش اليهود من الحكم البابلى واعادهم إلى اورشليم، واعترافاً بجميلة نقش اليهود خريطة مملكة الفرس بمدخل الهيكل وخصصوا لكورش وكل حكام فارس قرباناً يقدم يومياً فى الهيكل كما خلد العهد القديم اسمه مرفقاً بعبارات التبجيل والتقدير.


ما حدث ليلة السبت الماضى وقبلها ردة الفعل على اغتيال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس بقصف منسق ومنمق لقواعد امريكية فى العراق متفق عليه مع إدارة ترامب، واتفهم منهج إيران فى التنسيق حتى لا تنزلق لهجوم يعوق مشروعها النووى، لكن تبقى التساؤلات المحيرة، كيف لإيران وما تدعيه من قوة الا توجع هجماتها تل ابيب بتدمير حقيقى؟! اما انها قدرة صوتية بحجم اصوات صواريخها التى جاءت ضجيجا بلا طحين؟!، وايضا هل أصبحت إسرائيل ظاهرة صوتية فعجزت عن صد الهجمات بمفردها فاستعانت برعاة شرها وإجرامها فى واشنطن ولندن وباريس؟! وإذا كانت قادرة فهل ما تم رسالة جديدة للدول العربية وليس لإيران؟!
ويبقى التساؤل الأهم فالصراع الظاهرى الشرس بين إيران من جهة وإسرائيل وأمريكا يناقض حديث التنسيق، فانى اراه ليس صراعا بل تنافسا لتوسعة السيطرة فى منطقة مهترئة مفتتة رغم ثراؤها، تنافس لم ولن يصل لحد الصراع، وختاما يبقى الثمن ثرواتنا العربية وجثث وأشلاء أهل غزة واشقائنا بعدة دول عربية اخرى لندعو الله ان يعى العرب تلك الدروس ويفيقوا لمواجهة الشرق الأوسط الجديد !!