فى الصميم

هذا التصعيد.. مسئولية من؟!

جلال عارف
جلال عارف

حين قصفت إسرائيل مبنى القنصلية الإيرانية فى دمشق قبل أسبوعين، كانت تعرف تماماً أن الرد الإيرانى قادم لا محالة. بل إنها - فى الحقيقة - كانت تستدعى هذا الرد وتسعى إليه(!!).. فليس سراً أن نتنياهو لا يتمنى شيئاً قدر توسيع الحرب بعد ستة شهور من الفشل فى تحقيق أىٍ من أهدافه فى غزة. وليس هناك من هدف له أكبر من حرب يضمن فيها توريط الولايات المتحدة الأمريكية فى صدام مباشر مع إيران تكون إسرائيل هى المستفيدة الأولى والأساسية منه!

انتظرت إيران ما يقرب من أسبوعين، لكن مع التأكيد الذى ينهى أى شك فى أن الرد قادم أو كما قال المرشد الأعلى «إن إسرائيل لابد أن تعاقب». كان واضحاً أن طهران تحسب خطواتها بدقة، لكن يبدو أن واشنطن رصدت استعدادات عسكرية إيرانية أكبر مما كانت متوقعة، فبدأت فى إطلاق التحذيرات لإيران من التصعيد، وتوالت تأكيداتها بأنها ملتزمة تماماً بحماية إسرائيل.

الموقف معقد وخطير. أمريكا لا تريد حرباً مع إيران لكنها قد تجد نفسها متورطة فى ذلك! وإيران لا تريد أيضاً صداماً مباشراً لا مع أمريكا ولا إسرائيل، لكنها لابد أن ترد على قصف قنصليتها فى دمشق وإلا فقدت مكانتها وثقة حلفائها!. واللافت هنا أن واشنطن حرصت منذ اللحظة الأولى لقصف القنصلية على إبلاغ طهران أنها لا علاقة لها بما حدث، ولم تكن تعلم بما خططت له إسرائيل. كما حرصت - بعد ذلك - على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع إيران عبر الوسطاء لمنع تدهور الموقف. لكن السؤال يبقى: إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تعلن موقفاً يدين قصف القنصلية الإيرانية الذى كان دعوة صريحة للتصعيد الذى تشكو منه الآن؟.. ولو فعلت لما أوصلت الأوضاع الآن إلى حافة الانفجار!!

فى الأغلب.. سترد إيران فى حدود لا تستدعى تدخلاً أمريكياً وستبقى قواعد الاشتباك بين إسرائيل وطهران بعيداً عن الاشتباك المباشر. وستفرض واشنطن على نتنياهو ألا يرد على الضربة الإيرانية المتوقعة إلا بعد الرجوع إليها. وسيبقى استمرار الحرب وتوسيعها هدف نتنياهو الأساسى. وستبقى الحروب بالوكالة هى البديل الذى تدفع المنطقة ثمنه الفادح!.