فى الصميم

وتبقى الحقيقة الأساسية: إسرائيل «محمية» أمريكية!!

جلال عارف
جلال عارف

ما كان نتنياهو وحلفاؤه فى حكم إسرائيل يحاولون تجاهله أو تجاوزه عاد ليفرض نفسه. أحد أهم ما أبرزته الضربة الإيرانية المحدودة هو حقيقة أن إسرائيل ستظل «محمية أمريكية» فى كل الأحوال، ما إن تأكد أن إيران سترد على قصف قنصليتها فى دمشق حتى سارعت أمريكا لتعزيز قواتها فى المنطقة لتقوم بالمهمة الأكبر فى التصدى لصواريخ إيران وطائراتها المسيرة، وتشاركها ببعض الجهد بريطانيا ثم فرنسا. وهو ما فرض على إيران حسابات دقيقة للغاية، وما جعل الضربة الإيرانية رمزية لحد كبير وإن وصلت للقواعد العسكرية الإسرائيلية وغيرت من «قواعد الاشتباك»، بين طهران وتل أبيب بعد سنوات تلقت فيها إيران ضربات إسرائيلية كبيرة على أرضها دون أن ترد داخل إسرائيل.


إسرائيل الآن بين خيارين صعبين.. أن ترد على إيران وتخاطر بالتصعيد فى وقت أبلغتها أمريكا أنها لن تشاركها فى أى هجوم على إيران، وأنها ملتزمة فقط بـ»الدفاع» عنها إذا تعرضت للخطر، أو أن تقبل «المعادلة» الجديدة التى تستعيد فيها تضامن الحلفاء «وأمريكا أساسا»، فى الدفاع عنها دون مشاركتها فى حرب جديدة تدرك أمريكا أنها قد تتحول إلى حرب عالمية لا يتحملها أحد!!


معظم أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلى مع رد سريع ولكن محسوب يستهدف استعادة شىء من «قوة الردع»، الإسرائيلية.. وقد يكون الرد خارج إيران كضربة قوية ضد حزب الله فى لبنان، لكن أوروبا «وفرنسا بالذات»، أكثر معارضة من أمريكا لذلك. أما توجيه ضربة لإيران على أرضها فسوف يعنى الدخول فى دوامة التصعيد المتبادل وصولا إلى حرب يتمناها نتنياهو، لكن لا إيران تريدها، ولا أمريكا تراها ضرورية، ولا تفجر الموقف الإقليمى والعالمى يسمح بها!
ويظل موقف مصر الذى أعلنته مبكرا فى بيان رسمى قبل الرد الإيرانى هو الصحيح. استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى لأكثر من ستة شهور سيفجر الموقف والمنطقة كلها، واستمرار المعايير المزدوجة من جانب القوى الكبرى لن يتحمل العالم آثاره. الأزمة لم تبدأ مع انتظار صواريخ وطائرات إيران المتجهة لإسرائيل فى ١٤ أبريل، والمأساة لم تبدأ فى ٧ أكتوبر الماضى مع هجوم المقاومة الفلسطينية. الأزمة فى المنطقة عنوانها منذ عشرات السنين هو «فلسطين وحقوقها المشروعة وأرضها المحتلة وقدسها الأسير».. ولا حل إلا من هنا !!