نهار

تحطيم الهوى!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

قبل ثلاثين عاما، كنت شديدة الإعجاب بكتاب حازم صاغية «الهوى دون أهله» (دار الجديد. بيروت ١٩٩٢).. فتننى العنوان الجميل وجرأة كاتبه اللافتة.. دهشة التعرف المباشر، بثقافة الاختلاف وتحدى الثوابت!!

فى الكتاب وضع صاغية صورة أم كلثوم كمعادل لصورة عبد الناصر.. المغنية القومية، مغنية الشعب بلا منافس، أحد (المرافق العامة)، الحكواتية تعيد إنتاج أيديولوجيا النظام الناصرى(!!)...

لم أفكر كثيرا عند قراءتى الأولى للكتاب، فى فحوى خطابه.. أخذنى الكلام المختلف، وقدرة الكاتب على خدش الأيقونات!!

قبل أيام صدرت الطبعة الثانية من «الهوى دون أهله» (دار الساقى ٢٠٢٤) بمقدمة جديدة، يقر فيها حازم صاغية (أنه لا يكره أم كلثوم ولا يحقد عليها كما يزعم بعض النقاد. والحال هو العكس.. أنا أحب الكثير من أغانيها أو مقاطع منها، وقد أتجرأ حين ينخفض اكتراثى بالسامعين، على غناء بعضها بصوتي)!!

ولست بحاجة إلى الطبعة الثانية من الكتاب لمراجعة رأيي.. قبل سنوات أعدت قراءة الكتاب، لأجده ضعيفا جدا، مليئا بالكراهية السياسية لعبد الناصر والمشروع القومي، أكثر من كراهية أم كلثوم، التى كانت مجرد غطاء لتمرير خطاب عدائى لعبد الناصر (فى بداياته تقلب حازم صاغية فى اتجاهات كثيرة..

كان بعثيا وناصريا وقوميا سوريا وماركسيا، ثم انقلب على كل ذلك وصار ليبراليا)!! صار ضد الجميع.. ضد كل شيء.. ليست فقط أم كلثوم.. لكن قبل سنوات كان نقده الصادم  (يروق لى قول  الراحلة فيروز(!!).. أن لبنان/ فيروز بات يتراءى لى راحلا)!!

حازم صاغية المختلف ببراعة.. نزع دهشة وبريق الاختلاف، ليتحول إلى حالة عدمية، تحطم كل شىء بلا معنى!!