من الأعماق

هل تدخل إيران حربا حتمية ضد إسرائيل؟

جمال حسين
جمال حسين

لا مش هيحصل!

لكن دى أعلنت أن الرد على قصف إسرائيل لقنصليتها بدمشق واغتيال ٧ من كبار ضباط الحرس الثورى الإيراني، أبرزهم قائد فيلق القدس بسوريا ولبنان أصبح قرارا وليس خيارا وسيكون قاسيا وأن المسألة فقط مسألة وقت؟

لا مش هتقدر!!

أيضا خامنئى توعد بمعاقبة إسرائيل برد قاس والمخابرات أكدت أن ضرب العمق الإسرائيلى باستخدام الصواريخ الإيرانية أو عبر الطائرات المسيرة بات وشيكا وهذا ما جعل إسرائيل تضع جيشها فى حالة استنفار وتأهب قصوى؟

عادى جدا وحصل قبل كده أنها توعدت كتير ولم تفعل شيئا.. فالمناوشات بين إسرائيل وإيران دائما محكومة الإيقاع وإن علت وتيرتها الآن، لكن كلا الطرفين لا يريد الدخول فى حرب واسعة النطاق مع الآخر، لأنهما لا يستطيعان تحمل كلفتها!

إذن كيف تحفظ إيران ماء وجهها أمام شعبها وأذرعها بالمنطقة؟ بسيطة ممكن تتعمل تمثيلية متفق عليها وتطلق إيران شوية صواريخ فى أرض فضاء مجاورة لمنشأة عسكرية مثلما فعلت من  قبل ثأرا للفريق قاسم سليمانى مدير المخابرات حيث جاء الرد متواضعا بالقياس لمكانة الرجل ومشاعر الحماس والغضب التى تأججت فى إيران عقب اغتياله.. يعنى بالعربى ننتظر ضربة « كده وكده « تحفظ ماء وجه جميع الأطراف!!

هذا الحوار دار بينى وبين نفسى وأنا أتابع عن كثب تطورات الموقف وترقب العالم لردة الفعل الإيرانية ضد إسرائيل..فطبول الحرب تقرع بشدة والعالم يحبس أنفاسه فى انتظار ضربة إيرانية وشيكة لإسرائيل..

الكل يخشى تصاعد الأوضاع وتطورها إلى حرب إقليمية ، ومن ثم حرب عالمية قد لا تبقى ولا تذر إذا تهور أحد الأطراف واستخدم سلاحه النووي.

البعض يتوقع أن يأتى الرد الإيرانى على إسرائيل من خلال أذرعها بمنطقة الشرق الأوسط سواء حزب الله فى لبنان مروراً بميليشات إيران فى العراق وسوريا وصولاً إلى الحوثى باليمن لكن السؤال المطروح حول قدرات وكلائها وهل فعلاً استطاعوا فى المرات الماضية الوصول إلى العمق الإسرائيلى؟
خلاصة المشهد المعقد..

إسرائيل ضربت وإيران توعدت وتل أبيب استعدت ووضعت جيشها فى حالة استنفار وأمريكا أعلنتها صراحة أنها مع إسرائيل فى حالة تعرضها لأى اعتداء إيرانى محتمل والعالم يترقب ما ستسفر عنه الأيام وربما الساعات القادمة..

البعض يرجح أن يتم تسوية الأمر بالاتفاق بين الأطراف الثلاثة على رد إيرانى « كمو فلاش « كما حدث من قبل فى الرد الإيرانى على اغتيال قاسمى بإلقاء عدد من الصواريخ على قطعة أرض بجوار قاعدة عسكرية إسرائيلية تحدث خسائر بسيطة.

.. بالتأكيد من مصلحة إسرائيل تأجيج مواجهة إقليمية تورط فيها أمريكا لتحقيق مصالحها بعد أن نجحت فى إشغال الإدارة الأمريكية التى تركض وراءها كل الوقت وكأنها رجل إطفاء يخمد الحرائق التى تشعلها إسرائيل بالمنطقة لتفشل مساعى الإدارة الأمريكية فى إيقاف حرب غزة التى بدأت شهرها السابع، بينما تحاول الولايات المتحدة الإمساك بخيوط اللعبة حتى لا ينفلت الوضع فى الشرق الأوسط ونصل إلى حرب شاملة تخلف نتائج كارثية يكون المستفيد الأول منها غريمتيها اللدودتين روسيا والصين..

أمريكا تدرك تماما أنه عندما تبدأ قرقعة السلاح لا يمكن لأحد أن يمسك بكافة الأوراق أياً كانت إرادته!!