«التلي السوهاجي» الأبرز.. «قومي المرأة» يحمي الحرف التراثية من الاندثار

التلي السوهاجي
التلي السوهاجي

يستعد المجلس القومي للمرأة برئاسة د. مايا مرسي لحدث يُعد الأول من نوعه، حيث سيتم إطلاق أول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية في مصر يوم الخميس القادم بشكل رسمي، وهي: "التلي السوهاجي". 

وتصنف التلي السوهاجي عالمياً بأنها من أقيّم الحرف التراثية في العالم، حيث تستخدم الخيوط القيمة في عملية التطريز، مثل خيوط الحرير والذهب وغيرها من الخيوط القيمة غالية الثمن. 

اقرأ أيضًا | لمحبي المأكولات البحرية.. طريقة تحضير أرز السمك بالبصل

وحرص المجلس القومي للمرأة على الحفاظ على تلك الحرفة من الاندثار عن طريق تنظيم دورات تدريبية مجانية لأهالي سوهاج لترى الحرفة النور من جديد.

أول عرض أزياء لحرفة التلي:

لم يكتف المجلس القومي للمرأة بإطلاق التلي السوهاجي كأول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية في مصر، بل ويستعد أيضاً لتنظيم عرض أزياء متميز لحرفة التلي يوم الخميس المقبل، بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة والجامعة البريطانية بالقاهرة - كلية الفن والتصميم الشريك التعليمي للعرض، ومخرجة العرض د. ايمان عفيفي "خبيرة الإتيكيت وعروض الأزياء". 

ويأتي ذلك في إطار ختام المشروع الرائد «الملكية الفكرية وريادة الأعمال للسيدات في مصر - قطاع حرفة التلّي في سوهاج ـ مصر»، الذي ينفذه المجلس بالشراكة مع المنظمة، ويستهدف السيدات العاملات فى حرفة التلى بجزيرة شندويل ـ محافظة سوهاج.  

ويتم التركيز على الاستفادة من الملكية الفكرية لتعزيز قيمة المنتج وقدرته التنافسية ونفاذه إلى الأسواق، ولتمكين رائدات الأعمال فى محافظة سوهاج من الانتفاع بالملكية الفكرية، وتيسير مشاركتهن فى الأسواق الوطنية والدولية، ويصاحب الاحتفالية عرض أزياء متميز لأزياء «التلّي».

ما هي حرفة التلي السوهاجي؟ 

حرفة التلي عبارة عن نوع من التطريز، ففي الماضي كان يتم استخدام خيوط الذهب والفضة في عملية التطريز، ولكن في الوقت الحالي يتم استخدام خيوط الحرير والصوف، وذلك سبب رئيسي في تصنيفها على أنها من أقيم الحرف التراثية.

وحرفة التلي توارثتها نساء الصعيد حيث تقوم الأمهات بصنع ثوب أو جلباب أو شال مطرز بطريقة التلي وتعطيه هدية لابنتها يوم العرس أو في يوم الحنة، إرث غال وثمين، يضاهي ما يورث من ذهب وفضة. 

ويتم التطريز بحوالي ١٢٠ رمزا متعارف عليه كمفردات من التراث الشعبي يقال انها ذات أصول فرعونية، ولم تخرج عنهن الصانعات حتى الآن: المثلث المقفول كحجاب، البيت المربع، شموع، شجرة اللبلاب، الطبلة، الجمل، الهودج، الفارس، النخلة، الإبريق، العروسة، الجامع، الكنيسة، حقول القصب التى ستمر عليها فى طريقها لبيت زوجها... إلخ. لينتج فى النهاية قطعة فنية شديدة الثراء شكلاً ومضموناً. هذه الرموز تكون أشبه بالكتابة الهيروغليفية، مما يرجح أن له أصولا فرعونية.

كيف كان يصنع التلي السوهاجي قديما؟ 

وكان يصنع التلي قديما من قماش واحد (التل)، وغالبا ما كان يأتى من الهند، أما الخيوط أشرطة التلى فتستورد من بعض الدول الأوروبية، وتتميز كل بلد بألوان خيوطها المختلفة عن الأخرى. 

فالتلى الفضى يأتى من ألمانيا، أما التلى الذهبى فيستورد من فرنسا، وهو من أجود أنواع الأشرطة وهو مغطى بطبقة سميكة من الذهب، ويمتاز بالمرونة التى تساعد فى التطريز، بالإضافة إلى قوة لمعانه، أما التلى المستورد من التشيك فهو النوع العريض، وهو قليل الاستعمال، وهناك أنواع من الخيوط أقل جودة تأتى من الهند والصين وباكستان، عملية الاستيراد هذه جعلته يقاوم الانتشار بين الناس. 

فيكون نادرا وثمينا، وتزداد قيمته، وتضيف له فى نفس الوقت هيبة وإجلالا، ومما زاد من مكانته ان (التوب) يستغرق فى صناعته شهورا، قد تقترب من العام، فلا تكفى النقود فقط وان كثرت لاقتنائه، فلا تملكه أى عروس بل العروس بنت العائلات، ذات الشأن الكبير.