بسم الله

حليم وجميل

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

كل يوم نفقد حبيبا وغاليا، وتمر الأيام ثقيلة فى انتظار مصيرنا المحتوم. لست متشائما، ولا منقبضا، بل أعلم تماما أن كل إنسان له موعد يعلمه الله وحده، ولا يكشفه للإنسان.

وإن كان طريحا بالفراش، او مجاهدا فى سبيل الله، لا احد منا يعلم ميعاد نهاية عمره ولقاء الخالق. لهذا ندعو الله بالرضا وحسن الخاتمة.

لقد فقدت خلال الايام القليلة الماضية العديد من الاحباء والاصدقاء، أذكر منهم الصديقين العزيزين الدكتور كمال حليم المستشار الطبى لمؤسسة اخبار اليوم، وأستاذنا العظيم جميل جورج، رحمهما الله.

الدكتور كمال حليم طبيب المشاهير والعمالقة، من أمثال الكاتب الفذ أحمد رجب، والفنان المبدع مصطفى حسين، عليهما رحمة الله ورضوانه. ترك حليم سمعة طبية وعلمية رائدة بالمؤسسة، يضاف اليها خلق رفيع ومجاملة وود، ودوام اطمئنان واتصال، لكل مريض وانا واحد منهم. كان متواضعا تواضع العلماء الافذاذ. لم يبخل على الاطباء بالمؤسسة بالعلم والخبرة والنصيحة، رحمة الله عليه ورضوانه، وخالص عزائى لاسرته الكريمة.

وفقدت بالامس استاذنا الكاتب الكبير جميل جورج، أشهر من حمل لقب « المحرر الاقتصادى «. نظرا لتخصصه وتميزه فى قراءة وتحليل الملفات الاقتصادية والمالية. وتميزه بالأسلوب السهل الشيق. وايضا لانفراداته الصحفية العديدة التى تميزت بها صحيفة «الاخبار» الغراء. جميل جورج تخرج فى قسم الصحافة بكلية الاداب جامعة القاهرة عام ١٩٥٨، كنت وقتها طفلا فى عمر الاربع سنوات. وبداية عملى بالاخبار عام ١٩٧٦، بعد تخرجى من قسم الصحافة بكلية الاعلام بجامعة القاهرة.

كان جميل جورج من أشهر المحررين الاقتصاديين بمصر. وفور عملى محررا مسئولا عن تغطية اخبار مجلس الدولة بادرنا بالاهتمام بما أقدمه من اخبار وموضوعات، خاصة ما يتصل بها من الاقتصاد والمالية، وكان يساعدنى فى صياغتها بالشكل المناسب للجريدة والقارىء. حيث كان يتميز بالاسلوب السهل الممتنع، كما كان يساعدنى فى فك شفرات الالفاظ والتعبيرات الاقتصادية الصعبة الفهم، حتى تكون قريبة من فهم القاريء.

لم يبخل على زملائى بما له من خبرة كبيرة فى العمل الصحفى. وتعلمنا على يديه كيف تكون العبارة سهلة وشيقة، خاصة فترة عمله نائبا لرئيس التحرير ومديرا للتحرير ومسئولا عن الطبعة الاولى للجريدة. وهذه سمة من سمات مدرسة الأخبار، تواصل الأجيال، وتبادل الخبرات.

رحم الله أستاذنا جميل جورج وخالص عزائى لزوجته العزيزة وأسرته الكريمة. أتمنى أن يحظى اسم الراحلين الكريمين تكريما من المؤسسة والدولة.

دعاء: اللهم نسألك الرضا وحسن الخاتمة والقبول الحسن.