فى الوقت الذى تعلن فيه مصر الذهاب لمحكمة العدل الدولية، والانضمام لطلب إدانة إسرائيل بارتكاب أفظع الجرائم وهى -الإبادة الجماعية-، وفى الوقت الذى تستمر فيه إسرائيل فى ارتكاب جرائم الحرب وهى تبدأ اقتحام -رفح- حيث يحتشد مليون ونصف مليون فلسطينى، ومع التهديد بكارثة إنسانية غير مسبوقة، وبينما ينتظر العالم موقفاً أمريكياً يوقف مسلسل الجرائم الإسرائيلية ويترجم - بصدق - دون مناورات!!..
تصريحات الرئيس الأمريكى عن معارضة اجتياح رفح والتحذير من عواقبها..
نجد تصريحات من كبار المسئولين الأمريكيين، وآخرهم مستشار الأمن القومى -سوليفان- تقول إن إسرائيل أبلغتهم، وأنهم يصدقون، أن كل ما يجرى من مذابح وتهجير وتدمير هو مجرد -عملية محدودة-!! وأن أمريكا مازالت حتى الآن -لا ترى!!- فيما يجرى أى إبادة جماعية!!
مفهوم أن الولايات المتحدة تؤكد دعمها الدائم وبكل الوسائل لإسرائيل (رغم أى خلافات طارئة) ومفهوم أنها تعرف أن إدانة إسرائيل بالإبادة الجماعية سوف تمتد - بشكل ما - إلى من يمدها بالسلاح حتى الآن رغم عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء.. لكننا أمام موقف يقتضى إعادة الحسابات من الجميع، وأمام خطر تمدد الجنون الإسرائيلى، ودفع المنطقة كلها إلى انفجار لن تسلم من عواقبه أمريكا نفسها.. ومع هذا كله مازالت تصر على أنها -لا ترى- فيما تفعله إسرائيل إبادة جماعية، ومازال بعض كبار مسئوليها يحدثوننا عن حق دولة الاحتلال فى -الدفاع عن نفسها- بقتل الفلسطينيين أو إجبارهم على ترك وطنهم!!
إذا كانت أمريكا -لا ترى- حتى الآن فتلك مصيبة، وإن كانت -ترى- وتدعى غير ذلك فالمصيبة أعظم(!!) لأنها لا تعنى فى النهاية - ومهما كانت الأسباب - إلا استمرار -الترخيص- الأمريكى باستمرار الحرب وارتكاب المذابح التى لن تكون مطلقاً -إبادة جماعية- بل ستظل مجرد عمليات محدودة.. هكذا قالت حكومة إسرائيل، وصدقت أمريكا!!
أظن أنه قد حان الوقت لرد عربى موحد يقول لأمريكا أننا أمام حرب إبادة، وأنها مسئولة عن إيقافها. ولعلها المهمة الأساسية أمام القمة العربية غداً بعد أن أصبح الخطر يهدد كل المنطقة، والجنون الإسرائيلى يضع المنطقة كلها على فوهة بركان.. وإن كانت أمريكا مازالت -لا ترى-!!
