إنها مصر

القمة العربية الأهم

كرم جبر
كرم جبر

ربما تكون القمة العربية التى تعقد بالبحرين غدا الخميس، هى الأهم فى تاريخ القمم العربية، فى ضوء الأوضاع المأساوية وحرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، علاوة على أن الأمن الإقليمى فى المنطقة صار مهدداً بخطورة توسيع نطاق الحرب الذى تستهدفه إسرائيل.

صار الإجماع العربى حتمياً فى هذه المرحلة، لوقف جنون آلة الحرب الإسرائيلية، التى تستهدف تصفية القضية الفلسطينية تماماً، وضم غزة إلى الأراضى الإسرائيلية بعد القضاء على المقاومة، تمهيداً لتكرار نفس السيناريو فى الضفة الغربية.

وفى ظل أوضاع إقليمية ودولية بالغة الصعوبة والتعقيد، تحاول إسرائيل أن تفرض واقعاً جديداً فى منطقة الشرق الأوسط، يتيح لها الهيمنة والسيطرة، وأن تكون القوة الإقليمية الكبرى المتحكمة فى مختلف المسارات.

صار الإجماع العربى حتمياً لوقف الأطماع القديمة بإعلان قيام إسرائيل الكبرى من بداية تدمير غزة واحتلالها وفرض واقع جديد ينهى مبادرات حل الدولتين ويقضى على آمال قيام الدولة الفلسطينية.

إجماع عربى لإنذار إسرائيل باتخاذ إجراءات تصاعدية حال إصرارها على استمرار الحرب فى غزة، وضرورة التوصل بسرعة إلى وقف إطلاق النار، وفتح آفاق التسوية السياسية، وإحياء المبادرة العربية للسلام بعد تطويرها وتحديثها وفقاً للظروف الحالية.

إسرائيل لا تريد السلام مقابل الأرض، ولكنها تريد السلام مقابل السلام، والحصول على كل شيء دون أن تتحمل شيئاً، والسلام من وجهة النظر الإسرائيلية هو فرض الأمر الواقع، وأن تكون الذراع الطويلة لردع الأنظمة والحكومات العربية.

ولو نجحت إسرائيل فى تصفية القضية الفلسطينية ستكون بداية شهيتها المفتوحة تجاه إجبار دول المنطقة على التطبيع والعلاقات الاقتصادية والمشروعات المشتركة والتحكم فى مصائر الدول والشعوب.

الحرب المجنونة فى غزة ليس سببها الحقيقى هو مزاعم تحرير الرهائن، وفى وسع نتنياهو أن يحقق ذلك فى ساعات معدودة، لو استجاب إلى المبادرة المصرية، ولكنه يماطل ويسوف ويضع العراقيل ويعربد فى غزة، لإنهاء القضية الفلسطينية، وتغيير الخريطة السياسية والعسكرية فى المنطقة.

الإجماع العربى صار ضرورياً لمطالبة الولايات المتحدة باتخاذ سياسات عادلة ومنصفة، للحفاظ على الأمن الإقليمى فى المنطقة، وكبح جماح المخططات الإسرائيلية لتوسيع نطاق الحرب، وإدخال المنطقة فى دوامة من التوتر والصراعات التى لا تنتهى.

مصر هى دولة الجوار، وتتحمل الأعباء الكبيرة للقضية، ولم تتخل يوماً عن التزاماتها، وآن الآوان لدعم الموقف المصرى الذى يصب فى صميم الأمن القومى العربى، ومخطئ من يتصور أنه بعيد عن الخطر.

رسالة شديدة اللهجة إلى إسرائيل بأنها لن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار والعلاقات الطبيعية فى المنطقة، إذا لم تتوقف الحرب، وتستجيب لرغبة العالم كله بحل قيام الدولتين.