إلى وزير التعليم اليمنى .. غادر عباءة الماضى  2012- م 07:44:03 الخميس 29 - مارس صورة أرشيفية لمسيرات الطلاب فى اليمن اليمن - معاذ راجح تشهد الجامعات اليمنية انتفاضات مطلبية أبرزها رحيل الفاسدين، ممثلين بالسادة الأفاضل رؤساء الجامعات ، المشهود لهم بالوطنية ، فى خدمة الوطن! ( عفواً أقصد الجيوب الخاصة) ، والإخلاص في كل أعمالهم وحياتهم اليومية وخصوصاً عند الاحتفالات والزيارة الرسمية، مشهود لهم أيضاً بالتفاني والشفافية العالية في التعامل مع قضايا الجامعة وتلمس هموم الطلاب وهيئة التدريس والموظفين. وحقيقة نقولها وبكل صراحة، غير أبهين بمشاعر جهاز الرقابة والمحاسبة ، وأحاسيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد ، وبغض النظر عن الشائعات في وسائل الإعلام والصحافة ، أنهم ملبون لكل المطالب ، ويعطون الحقوق ، ويحلون كل المشاكل مهما صعبت وبكل حرص وتفانى ، يصدرون قراراتهم بلا تردد  ويمنحون كل ذى حق حقه ، ويزيدون على ذلك كرماً وسخاء ، إمابإكرامية الإحالة للتقاعد مبكراً لأعضاء هيئة التدريس ، أو منح شهادات تخرج مستعجلة لطلاب،وفصل تام لطلاب آخرين، أو العزف على الوتر الحساس وإهداء  مقطوعة سيمفونية للموظفين تجبر خاطرهم بــ"كلمة من الريس تكفيني ..على راسي وفي عيوني "، ولو عددنا المناقب والصفات لطال المقال وما أوفيناهم بعض فضلهم على اليمن. وأمام هذه وقف أ.د يحيى الشعيبي وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليمني ، بكل صرامة حريص على تنفيذ القانون والتشريعات ،  وإيجاد حلول وبدائل ذات كفاءة، لتحل محل التركة المثقلة بالخطايا الجسيمة، وبطرق سلسة وحسب القانون والدستور -كما قال على قناة "يمن الأمس"- أن الوزارة كلفت مجالس الأمناء في كل الجامعات اليمنية باقتراح ثلاث شخصيات لرئاسة كل جامعة والرفع بها إلى المجلس الأعلى للجامعات ليتم تعيين أحد هذه الأسماء كرئيس للجامعة". وهذا شيء جيد جداً فالوزير يسلك الخط الطويل  ويتناسى أن المرحلة تحتاج لإنقاذ الجامعات من حضيض الفساد والمحسوبية وعوامل التجهيل الممنهجوالقوانين المشرعة له، والوقت لم يعد في صالح أحد ، حتى يظهر الوزير حريص على تطبيق وصايا سابقيه  بحذافيرها غير مكترث بما قد يحصل. وهذا الموقف من سيادة الوزير الذي يحلق بعيداً عن سرب الوفاق الوطني ، متجاهلا  أولويات المرحلة وضرورات العمل، لا المماحكة والروتينية الكاذبة، والتعلل بقرارات وقوانين شكلية لم يطبقها النظام الذي شرعها، حسب المزاج والهوى غير أبه  بالوطن ، وضرب   بمصلحة البلاد عرض الحائط ، وفصلها حسب الآمال والمخططات المنتهية .  وحتى لا أتجنى على سيادة الوزير أرجو منه توضيح الالتباس الحاصل بخصوص مجلس الأمناء الذي كلفه بشأن  ترشيح رؤساء الجامعات: متى صدر قرار تعيين هذه المجالس؟ وما المعايير التيعين بموجبها الأعضاء ،ورئيس الوزراء والغرفة والتجار  كيف اختاروا ممثليهم؟ وأين النجاح السابق لهذه المجالس المزعومة ؟  فهذا  زمن غريب يا سعادة الوزير حين يصبح  التاجر والشيخ القبلي اللجنة المثالية، للمفاضلة واختيار قيادات جديدة للجامعات من حملة الشهادات العالمية والتي يعجزون عن فهم محتواها ويحتاجون شهور لترجمتها ومعرفة مايعني حاملها من قيمة وطنية وعلمية كحقيقة غير قابلة للمجادلة .  عليك أن تتذكر يا سعادة  الوزير تلك الأيام التي بدأت فيها حياتك التعليمية في  "جامعة الفاتح" بطرابلس" كنت على استعداد لمحاربة العالم من أجل مستقبلك وحقوقك في التعليم الأفضل "، وها أنت ذا تتنكر للماضي ، وتضع كل السنين النضالية في كف عفريت ، في حرب خاسرة ، تخسر فيها مكانتك وتبيع ذاتك  للماضي . حتى الآن يا سيادة الوزير نكن لك كل الاحترام ، ونأمل منك العمل من أجل اليمن والوطن وإخراج البلاد من الوضع الحالي ، والاختيار بيدك أنت . لم تبتعد كثيراً عن سرب الوفاق فعد إلى عباءة الوطن وانزع أفكار الماضي وأراجيف السابقين ، فاليمن يحتاج لعقلك وعملك لا تبريراتك وتصريحاتك ، فأختر لنفسك مكان مناسب فمقاعد الوطنية  محدودة  .