تأسيسية الدستور تكشف المستور‏ 2012- م 09:29:55 الخميس 29 - مارس أحمد أبو ضيف من أهم التصريحات التى نشرت ما ذكره د.معتز عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية، من أنه من الدساتير المكتوبة فى الفترة من 1975 إلى 2003 كان هناك 42% كتبت بواسطة البرلمان. فى حين كتب الدستور بواسطة لجان تأسيسية منتخبة من البرلمان فى 9% من الحالات، ولم يحدث في العالم كله أن كتب الدستور جمعية تأسيسية بعيدة عن البرلمان إلا في 17% فقط من الدساتير. والمهم أن د.عبدالفتاح ليس محسوباً علي التيارات الإسلامية بل الليبرالية التى تملأ الدنيا ضجيجاً الأن بسبب ما تراه إنفراد البرلمان الشرعي المنتخب بنصف أعضاء اللجنة التأسيسية فقط، والنصف الآخر من أفراد غيرمنتخبين ولا يملكون أية شرعية، ومع ذلك لا يعجبهم ولا يرضيهم هذه النسبة، مع أنهم (الليبراليون والعلمانيون) لا يمثلون حتى 10% من المصريين، بل لا أكون مبالغاً إن قلت أن كثيراً منهم لا يمثل إلا نفسه. والاسوأ من ذلك هو إستقوائهم بالمجلس العسكرى وتحريضهم له صراحة على الإنقلاب على الشرعية وإغرائه بتكرار سيناريو54 أو سيناريو الجزائر – جبهة الانقاذ سنة 92 -. وهى أدنى وأحط صور المكيافللية السياسية، والتي لو نجحت بالفعل في دفع الجيش لتنفيذ هذا السيناريو -لاقدرالله- لكان ذلك خيانة للثورة وللشعب ولأدى إلي حرب أهلية أو قلاقل وإضطرابات داخلية قد تغرى أعداء الوطن بضربه وهو في أضعف حالاته. كذلك لفت إنتباهي تصريح د.حسام أبو البخارى من أن المجلس العسكرى يضغط علي الحرية والعدالة لسرعة كتابة الدستور في ظل حكمه لضمان صلاحيات واسعة له، أو إعتماد وثيقة شيخ الازهر دون تغيير أو مناقشة. ولاشك أن ذلك يعد مصادرة علي حق البرلمان المنتخب الممثل الشرعي الوحيد للشعب المصرى؛ في كتابة الدستور أو على الاقل المشاركة في صياغته. كذلك من التصريحات التي إستفزتني تصريح د.محمدأبوالغار من أن العلمانيين لن يسمحوا ولن يقبلوا بدستور إسلامي، يأتي ذلك في الوقت الذى يشيد فيه العالم كله بالشريعة الاسلامية الغراء (كما أوضحت في مقال سابق) ويرفع المتظاهرون في وول ستريت اللافتات المطالبة بتطبيق قواعد الصرافة الاسلامية "islamic banking" وسبق أن طالب الفاتيكان بتطبيق قواعد الإقتصاد الإسلامي وكذلك أسقف كنيسة كانتربرى البريطانية، إبان الازمة المالية العالمية. والحقيقة أن الخوف من الشريعة مرجعه أما الجهل بعظمتها أو الكراهية لها ولكل ماهو إسلامي، وهو أمر ملاحظ بوضوح عند كثيرمن المنتمين للتيارات العلمانية في مصر. وأقول لاصحاب الاغلبية في البرلمان أن المعركة الحالية هى الاختبار الحقيقى لصدق نواياكم في خدمة هذا الشعب وهذه الأمة وسيكون ثباتكم على مواقفكم مؤيداً من الغالبية العظمى التي إنتخبتكم، أما تخاذلكم وتراجعكم أمام ضغوط العلمانيين والعسكر فسيجعلكم تخسرون كل شيء. وختاما أتمنى وأدعو لمصر أن يهيء لها الله أمر رشد، وأن يولي أمرها خيارها وعدولها وحكمائها من رجالها الشرفاء.