السفير هشام بدر: مصر نجحت أن تكون جزءا من الحل لمشكلات العالم وليس جزءا من المشكلة
هشام بدر: انبهرت بالعاصمة الإدارية ولم أصدق أن مصر تحقق الحلم
خمس سنوات ليست بالكثيرة في عمر بناء الدول، وإنما فى مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية كانت كفيلة بتحويل الحلم إلى حقيقة، والخيال إلى واقع، وتحول الصحراء الجرداء إلى أرض ينبع بها الخير، وينطلق منها الفكر الذي يذلل الصعاب أمام المصريين، ويرسم لهم ملامح مستقبلهم، إنها العاصمة الإدارية الجديدة وبالتحديد من داخل وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية بقيادة الدكتورة هالة السعيد، حيث بدأت جولتنا للتعرف على الواقع بشكل مفصل بعد الانتقال الفعلي للحكومة إلى مقراتها بالعاصمة الإدارية الجديدة .
الفكرة تخرج إلى النور
في مدينة شرم الشيخ، وخلال فاعليات مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري المُقام في الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015 أعلن عن إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة عاصمة جمهورية مصر العربية المستقبلية الجديدة، مدينة من مدن الجيل الرابع، تقع في محافظة القاهرة، وتُدار من خلال شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 170 ألف فدان (688 كم²)، وهي أكبر من مساحة سنغافورة وأكبر أربعة أضعاف من مدينة واشنطن عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية، تبعد عن مدينة القاهرة بحوالي 60 كم في اتجاه الشرق، وعن مدينة السويس حوالي 65 كم في اتجاه الغرب، ومن المخطط أن تستوعب ما يقرب من 6.5 مليون نسمة عند الانتهاء من مرحلها الإنشائية بالكامل.
لتكون العاصمة الإدارية الجديدة مقرا لحكم مصر بعد نقل مقرات رئاسة الجمهورية، رئاسة الحكومة، مجلس النواب، مجلس الشيوخ، الوزارات، الهيئات والجهات الحكومية، وكذلك سفارات وقنصليات الدول الأجنبية، وستكون المركز المالي لمصر حيث يوجد بها حي المال والأعمال الذي سيضم المقرات والمكاتب الإقليمية لكبرى الشركات والبنوك المصرية والعالمية، تُنقسم المدينة إدارياً إلى 20 حي ومنطقة مختلفة الاستخدامات، وتضم أيضاً على سبيل المثال مقر قيادة الدولة الاستراتيجي، مدينة الفنون والثقافة، مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية، مدينة المعرفة، والنهر الأخضر الذي يمتد لأكثر من 35 كم مما يجعله أكبر ستة أضعاف من سنترال بارك في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية .
كما تضم أيضا حي دبلوماسي راقي، ومقرا للشركات ومؤسسات القطاع الخاص ويضم كذلك منتجعات ومراكز تسوق حديثة وأحياء سكنية راقية باستثمارات تصل إلى 45 مليار دولار.
قُدرت تكلفة المرحلة الأولى حتى عام 2021 بـ 25 مليار دولار؛ بينما قال رئيس الشركة اللواء أحمد زكي عابدين أن تكلفة الحي الحكومي فقط وصلت إلى 50 مليار جنيه تم تمويلها من حصيلة بيع الأراضي وأن شركة العاصمة الإدارية الجديدة ستقوم بتحصيل قيمة إيجارية من الحكومة عند تسلمها هذه المنشآت والمبانى.
بداية الرحلة :
صباح الأحد 18 يونيو ومن مؤسسة أخبار اليوم وسط القاهرة انطلقت السيارة بنا إلى اتجاه الشرق حيث تقبع العاصمة الإدارية الجديدة بمنشآتها ومبانيها وموظفيها والحياة التي أصبحت واقع بعد أن كانت صحراء جرداء .
على جوانب الطريق بعد الدخول الى العاصمة الإدارية الجديدة نشاهد الشوارع التي اكتست جوانبها باللون الأخضر ومن خلفه تظهر مباني الأحياء السكنية بطرازها المتنوع ما بين عمارات وفيلات بنظام صديق للبيئة ومباني خضراء لتصالح البيئة بعد أن جار عليها الإنسان في كل بقاع العالم .
بعد المرور على الأحياء السكنية استقبلنا حي المال والأعمال والتى أصبحت واضحة المعالم ما بين مقرات للبنوك والشركات بأسمائها وأشكال مبانيها المتنوعة إلى أن نصل إلى مبنى وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية هنا عقل الحكومة ورسم ملامح التنمية في جمهورية مصر العربية.. على باب الوزارة استقبلنا الدكتور محمد العقبي المسئول الإعلامي لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمتحدث الرسمي باسم الوزارة اصطحبنا في جولة عبر عقول ومكاتب الوزارة ومكونات ومنشآت الوزارة المتنوعة وهي المطلة على ساحة الشعب بالعاصمة الإدارية .
بصراحة وتفائل كبير بالمستقبل تحدث السفير هشام بدر بدر المنسق العام للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، مؤكدا أن العاصمة الإدارية الجديدة هي فعلا رسالة رمزية كيف ستكون حياة المواطن المصري في المستقبل بالانتقال من إطار محدود إلى رحاب أوسع وأصبح التفكير لمستقبل المصريين خلال 100 سنة قادمة وأن تكون مصر بعيدة كل البعد عن العشوائية .
فلو نظرنا إلى العاصمة الإدارية الجديدة من الداخل وبالتحديد إلى الحي الحكومي ستجد أن ما بين الوزارة ووزارة آخرى المسافة لا تستغرق ما بين 2 دقيقة إلى 4 دقائق بالإضافة إلى تواجد كل المؤسسات والهيئات وهو ما يعطي كفاءة أعلى وسرعة الإنجاز في المهام ومعدل أسرع وأفضل في التنسيق بين كافة الوزارات والهيئات والإدارات وهو ما يؤدي إلى جودة أعلى ومستوى أفضل في الخدمات وكفاءة العمل كذلك الإمكانيات التى تم على أساسها تأسيس مكاتب العاملين وفق أحدث النظم من حيث المساحة والكفاءة ومراعاة تسهيل كفاءة العاملين وفق أحدث الأساليب وجعلت الأجانب ينبهرون بما حققته مصر قبل أن ينبهر المصريون أنفسهم بما شاهدوه في العاصمة الإدارية .
هل كنت تتوقع المستوى الذى انتهت إليه العاصمة الإدارية في خلال 5 سنوات فقط عند الإعلان عنها؟
لم أكن أتوقع هذا الانبهار والمستوى الذى به العاصمة الإدارية الجديدة ولكن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى برهنت على كفاءتها في تحقيق حلم أبنائها وأن تبني 14 مدينة ذكية منها العاصمة الإدارية الجديدة فلم يكن يتخيل أن يتم إنجاز هذا العمل خلال 5 سنوات فقط ولكن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبحت تعمل بشكل وتفكير أسرع بكثير من تخيل أي مواطن .
فمصر بعد مرور 9 سنوات بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى حققت مكاسب وانجازات أصبحت محل انبهار العالم منها استضافة مصر لمؤتمر المناخ بشرم الشيخ خلال شهر نوفمبر 2022 cop 27 الذي حضره 60 ألف شخص منهم رؤساء دول وحكومات ووزراء وخبراء مسؤولين جعلت العالم كله ينهبر بقدرة مصر التنظيمية وفي وقت قياسي وفي فترة صعبة ولكنها نجحت فيما فشل فيه العالم .
فقد خرج مؤتمر المناخ بشرم الشيخ بتوحيد جهود العالم بشأن التغيرات المناخية وتم تأسيس أهم صندوق لمواجهة التغيرات العالم وهو صندوق الخسائر والأضرار وهي النقطة التي كانت محط خلاف كبير بين دول العالم حول من يتحمل فاتورة الأضرار السلبية للتغيرات المناخية ونجحت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى أن تضع نفسها جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة .
لقد كانت هذه النقطة محط خلاف على مدار 30 سنة بين دول العالم المتقدم والعالم النامي حول من يتحمل فاتورة الأضرار المناخية ولكن في مؤتمر شرم الشيخ نجحت مصر أن تنهي هذا الخلاف.
وخرجت القمة بقرار الدول في جميع أنحاء العالم بتأسيس صندوق للخسائر والأضرار، من أجل مساعدة البلدان الفقيرة المتضررة بشدة من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض خلال فعاليات مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)، وهو أحد أهم القرارات التي صدرت عن محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ منذ بدايتها قبل 30 عامًا.
فقرار إنشاء مثل هذا الصندوق أظهر تأكيدًا لا لبس فيه على أن البلدان الفقيرة، ذات الموارد المحدودة، هي الأكثر تأثرًا بالظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات وموجات الحرارة والعواصف، مع الاعتراف بأن الدول الصناعية التي تتحمل المسؤولية الكبرى عن تغير المناخ حول العالم لديها الرغبة في تقديم المساعدة
وماذا عن مكاسب مصر الآخرى من مؤتمر المناخ ؟
مصر لازالت تجني كل يوم من مكاسب المناخ أبرز تلك المكاسب أنه أصبحت جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة فمثلا أزمة المياه اتجهت مصر الى العديد من الطرق لعلاج تلك المشكلة منها استخدام الطاقة المتجددة في تحلية مياه البحر والتوسع في طاقة الرياح وتقليل الانبعاثات والتوسع فى تدوير المخلفات والاهتمام بالأفكار والاقتصاد الأخضر .
كما أطلقت مصر المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية وهي المشروعات التي تساعد في تقديم حلول خضراء للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية وتعمل على تحسين مستوى المواطن فى كل مكان بالإضافة إلى حل مشكلات تقلق الانسان .
فمثلا بعد التصفيات النهائية للمشروعات المسابقة من المشروعات الفائزة تم تقديم 18 مشروعا خلال قمة شرم الشيخ للمناخ تبنتها الأمم المتحدة وهي مشروعات ساهمت في تحسين آلاف المواطنين في البيئات المحلية ثم انتقلت تلك المشروعات لتكون مشروعات رائدة على مستوى العالم مثل مشروع استغلال "سعف النخيل" الذي حول أفقر قرية إلى قرية منتجة تساهم في تمكين السيدات اقتصاديا واجتماعيا ومشروع إعادة زراعة الشعب المرجانية للحفاظ على التوازن البيئي في البحر الأحمر وغيرها من المشروعات .
ماهي أهم المكاسب من إطلاق مبادرة المشروعات الخضراء ؟
مصر حققت عشرة مكاسب رئيسية من خلال إطلاق مبادرة المشروعات الخضراء الذكية وهي تتلخص في توطين أهداف التنمية المستدامة وإعداد قاعدة بيانات للمشروعات الخضراء الذكية وإيجاد حلول مصرية لمشاكل تغيرات المناخ على المستوى الوطني وإيجاد فرص استثمارية آلية لتمويل المشروعات من خلال ربط المشروعات بالجهات المانحة والمؤسسات التمويلية الدولية وبناء قدرات الكوادر بالمحافظات والشراكة الذكية بين المحلية والوطنية والدولية ورسم خريطة للمشروعات الخضراء الذكية على مستوى المحافظات وتطبيق التكنولوجيا الذكية والتحول الرقمي وتمكين العديد من القطاعات بالمبادرة كقطاع المرأة ، الشباب ، القطاع الخاص المجتمع المدني وتعظيم العائد الناتج من الشركات مع جميع المحافظات لرفع الوعي الخاص بتغيرات المناخ كما تساهم المبادرة في رفع الوعي البيئي والاجتماعي والثقافي لدي الاجيال القادمة والشابة.
مزيد من التفاصيل في الحلقة القادمة مع المهندس خالد مصطفي الوكيل الدائم لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية
اقرأ ايضا نائب وزيرة التخطيط يتفقد عددًا من المشروعات التنموية بجامعة دمنهور
