لأن الانسانية لا تموت مهما اشتدت الظروف، والتاريخ يقول إن "الشعب المصري خير بطبعه"، انطلقت مؤسسة "معانا لانقاذ الانسان" في بادرة طيبة ولفتة انسانية، لانقاذ سكان الارصفة والمشردين في شوارع القاهرة والمحافظات، من جحيم الشارع والظروف القاسية، تحت شعار "ايواءهم في وطن صغير بالوطن الكببر".
طرق نجاة
"طوق النجاة" هو اقل وصف يمكن اطلاقه على مبادرة الجمعية، التي تعد بمثابة شعاع أمل لاطفال الشوارع الذين فقدوا أهليتهم، ويحتاجون فقط الى مأوي او" ٤ حيطان" تعصمهم من ويلات الارصفة وشفقة المارة .
في هذا السياق، تجولت كاميرا «بوابة أخبار اليوم»، داخل الجمعية التي انقذت مئات المشردين من هلاك الشارع ، لتعيد لهم فرحتهم وضحكتهم وإحساسهم بالأمان الذي فقدوه ، بعد قضائهم ليالي عديدة في برد الشتاء ، وحرارة الشمس القاسية ، بلا مأكل ولا مشرب، وتعرضهم لكل ألوان العذاب والحرمان ، على الرغم من وجود أسرهم التي تحجرت قلوبها وجعلتهم عرضة لمخاطر عديدة .
الانطلاقة
من جانبها، قالت نورا حسين، مديرة الجمعية: إن بداية الفكرة ، جاءت عندما عثر المهندس محمود وحيد رئيس مجلس الإدارة، على مسن مريض يجلس في الشارع ، ولكنه توفي في الحال قبل محاولته لإنقاذه ، ومن هذه اللحظة قرر السعي وراء إنشاء هذه الجمعية لحماية المشردين من قسوة الحياة عليهم ، وتم ترخيصها من وزارة التضامن الاجتماعي منذ عامين .
٣٠ حالة جديدة
وأضافت "حسينمديرة" ل "بوابة اخبار اليوم"، أن أول فرع للجمعية تم إنشاؤه في الدقي و يسع 30 حالة من الرجال ، ثم بعد ذلك تم إنشاء فرع الهرم الذي يضم 89 حالة من السيدات والرجال ،وتضم الجمعية فريق عمل مكون من أخصائيين اجتماعيين ، وأخصائيين نفسيين ، بجانب فريق التمريض المسئول عن النظافة الشخصية للحالة ، بالإضافة إلى مجموعة من الأطباء في كافة التخصصات.
طرق التواصل
وأكدت مديرة الجمعية، أن التواصل مع الحالات يتم عن طريق الصفحة الشخصية للجمعية على موقع التواصل الاجتماعي ،بالإضافة إلى فريق التدخل السريع التابع للوزارة ،بجانب فرق الإنقاذ الخاصة بالجمعية متمثلة في مجموعة من شباب المتطوعين من خريجي الجامعات .
نقل الحالات
ويتم نقل الحالة لأحد الفروع ، والتعامل معها من خلال إجراء قانوني بعمل محضر إيداع لها للتأكد من عدم وجود أية شبهة جنائية ، ثم إجراء فحص طبي شامل وعمل تحاليل وإشاعات للاطمئنان على صحة الحالة ، ثم بعد ذلك يأتي دور الأخصائي الاجتماعي الذي يقوم بعمل جلسات للتعرف أكثر على ظروف الحالة ،يعقبه بحث ميداني للتوصل لأسرته .
تسليم الحالات لأسرهم
وتابعت: تم تسليم 60 حالة إلى أسرهم بإقرار استلام وتعهد بحسن الرعاية ، وتقوم الجمعية أيضا بخدمة 240 حالة في الشارع من خلال توفير مأكل ونظافة وتوزيع بطاطين ، تم إجراء عمليات لـ 48 حالة ، وإجمالي الحالات التي تم إيوائها 280 حالة منذ إنشاء المؤسسة ، البعض منهم توفى ، والبعض الآخر تم إيداعه بمصحة نفسية، وتقدم الجمعية أيضا بعض المساعدات المادية ، وتنظم حفلات للترفيه في كل المناسبات ، بجانب موائد الرحمن في رمضان .
الانقاذ
من جانبه، قال أحمد على، أحد الحالات الإنسانية بالدار، إنه يعيش في الشارع مضيفا: إخوتي رموني وتخلوا عن، والجمعية أنقذتني.
