محمد ممدوح : قدمت « شقو » بروح الغوريلا l حوار

محمد ممدوح
محمد ممدوح

أمل‭ ‬صبحى‭ ‬

محمد ممدوح الملقب بـ “تايسون”، فنان من العيار الثقيل، دائما ما يبحث من خلال أدواره على الكيف وليس الكم، له شكل مميز خاص به فى أدواره التى يقدمها، سواء البلطجى، الإرهابى، ضابط الشرطة ورب الأسرة. يهتم بكل التفاصيل الدقيقة للشخصية ويحبها حتى يصدقها المشاهد.

لا يبحث عن الشو، لكنه يعمل فى صمت، أعماله هى التى تتحدث عن نجاحاته سواء فى الدراما التلفزيونية أو السينمائية، ينافس نفسه فى الموسم السينمائى الحالى بعملين هامين، الأول ملحمى وطنى “السرب”، والآخر أكشن وإثارة “شقو”، التقينا ممدوح ليتحدث لنا عن كواليس الفيلمين، وأقرب أصدقاؤه فى المجال وأعماله المقبلة، والكثير نتعرف عليه منه فى السطور التالية.

تشارك فى هذا الموسم السينمائى بعملين هامين، “السرب” و”شقو”، كيف تراهما؟

التوفيق من عند الله، فدائما ما أحرص على التنوع فى أدواري التى انتقيها بحرص وعناية، شرط ألا أكرر نفسى فى أي دور قدمته من قبل، ولكل عمل منهما تجربته الخاصة وطبيعته، وكل شخصية فيهما تختلف تماما عن الأخرى.

حدثنا أولا عن مشاركتك فى التجربة الوطنية بفيلم “السرب” ؟ 

 أي فنان يتشرف بالمشاركة فى أي عمل وطنى مهم مثل التجربة الضخمة بفيلم “السرب” التى توافرت لها كل مقومات النجاح، خصوصا أنه عمل من نوع فريد حيث يوثق بطولة الجيش المصري فى مكافحة الإرهاب في “درنة” بليبيا، وجاء الرد سريع وحازم من قواتنا بالدفاع الجوى بضرب تمركزات تنظيم داعش في ليبيا كرد على مذبحة 21  قبطيا مصريا هناك.

 وماذا عن دورك فى أحداث الفيلم ؟

أجسد فيه شخصية أمير تنظيم داعش الإرهابى بمدينة درنة، ويدعى “أبو أسعد الحمراوى”، والذى يسعى خلال أحداث الفيلم لترسيخ الأفكار الإرهابية وتضليل أتباعه، ويصور لهم أنه المسيطر والمهيمن على كل شىء، هذا الدور كان بالنسبة لى تحدى كبير، واستطعنا من خلال العمل توصيل الرسالة، وهذا ما أكدت عليه من خلال ما قمت بنشره على صفحاتى بالسوشيال ميديا “ الحكاية خلصت برجوع الحق.. ودم المصريين خط أحمر”.

ننتقل إلى فيلم “شقو”، هل توقعت النجاح الكبير الذى حققه على مستوى الإيرادات ؟

أرى أنها تجربة جميلة، وأحاول تقديم شىء أستمتع به كى يستمتع به الجمهور، ولا أفكر وقتها فى ردود الفعل، وسعيد أن الفيلم خرج بصورة جيدة وأن أقدم شىء جديد للفن وتحديدا السينما المصرية هذا هو الأهم بالنسبة لى، أما مسالة الإيرادات فهى توفيق من عند الله، وهو يتوقف أيضا على حسب المود العام للمشاهد، وحسابات السوق، فهناك أحيانا أفلام رائعة لكنها للأسف لا تحقق إيرادات جيدة، والعكس الصحيح، الخلاصة أننى أترك هذه الأمور لله.

كيف وجدت تجربتك كبطولة سينمائية لأول مرة فى نوعية أعمال الأكشن ؟

قدمت قبل ذلك تيمة الأكشن فى أكثر من عمل، وأي شىء أساهم فيه أشعر معه أننى جزء من العمل الذى قدم، وأنا بدوري ساهمت فى وصول الهدف للناس، فهى كانت بالنسبة لى تجربة جميلة وأرى أننا قدمنا نوع جديد من الأكشن وبطريقة مختلفة، وأشكر مصمم الأكشن الرائع أندرو ماكينزي الذى بذل وفريق عمله مجهود كبير، وبالطبع المخرج الخطير كريم السبكى الذى أحب أعماله التى يقدمها وكنت أتمنى خوض التجربة معه.

وما الذى استفزك فى شخصية “حجازى” بالفيلم لتقديمها؟

هو دور غنى جدا ومستفز لأى فنان، بداية من كتابة السيناريو، مرورا بطريقة التناول، المؤلف وسام صبري كتب عمل بديع وملهم، وهو مأخوذ عن رواية “أمير اللصوص” لتشارك هوجان، ولكن تظل الحكاية موجودة طول الوقت فى حياتنا العادية، ومن هنا جاءت شطارة المخرج  كريم السبكى بتناوله الحكى بطريقة جديدة، فمن حسن حظى وفضل من الله أنني أشارك فى هذا الفيلم. 

هل أضفت على الشخصية بعض التفاصيل بروحك كممثل؟ 

بالطبع حاولت الاجتهاد بقدر الإمكان، وأضفت لكاراكتر الشخصية لزمات وحركات بمرونة من المخرج والمؤلف، فهناك منهج فى التمثيل وهى أن يقوم الفنان بتناول شخصية بالمقارنة مع الحيوانات الموجودة فى الطبيعة واكسابها بعض الصفات، فتناولت شخصية “حجازى” بصفات “الغوريلا”، لأنه كائن شكله قاسى جدا وشرس وهمجى للغاية، لكنه فى الواقع مخلوق وديع وطيب ويميل للهزار إذا لم تؤذيه، لكن بمجرد الاقتراب منه أو عائلته يتحول لوحش، وهو نفس الحال مع “حجازى”، وبالمناسبة استعنت بحركة “الغوريلا” عندما تقف على قدميها وتحركهما بشكل متارجح، بالاضافه إلى بعض اللزمات الاخرى التى أضفتها على الشخصية.

من منطلق اسم الفيلم، من هو “شق” محمد ممدوح فى الوسط الفنى ؟

عمرو يوسف هو شقو فى الحقيقة، ولدى أكثر من شق داخل المجال، فإلى جانب عمرو هناك أيضًا آسر ياسين وأحمد الفيشاوى ومحمد شاهين وخالد كمال وتامر حبيب وعلى الطيب، أعرفهم منذ زمن قبل أن أصبح فنانًا فهم حبايبى وإخواتى قبل امتهان التمثيل، وأنا أحب العمل مع عمرو يوسف فهو من أكثر الشخصيات المريحة وبيحب عمله جدا ومحب لزملائه. 

إلى أي مدى ساعدتك ممارستك لرياضة الملاكمة فى أداء مشاهد الأكشن ؟ 

لم تساعدنى فى شىء لأننى نسيتها تماما، فقد مارست لعبة الملاكمة فى حياتى لمده عام فقط، أنا احب قوانين الملاكمة لأنها تقوم على شرف المواجهة، مثلا هناك مناطق معينة لا يجوز ضرب الخصم فيها، وعدم استغلال نقاط الضعف لدى الخصم ولا يجوز أذيته متعمدا. وممتن كثيراً للذي بذل معي جهد كبير فى آداء مشاهد الأكشن هو أندرو ماكينزي لكى أكون مرنا، بالإضافة لبعض الخبرات التى اكتسبتها من فيلم “ابراهيم الأبيض”. 

جاءت أحداث الفيلم بنهاية مفتوحة توحى بوجود جزء ثان للعمل .. فما تعليقك ؟

ربما، لكن لم يكن ذلك فى نيتنا أثناء تصوير الفيلم، والنهاية جاءت مفتوحة لأنها الأنسب للأحداث، وأتمنى تقديم جزء ثانى للعمل.

إلى أى مدى أضاف للفيلم وجود نجوم كبار مثل يسرا ؟

من أحلام أي شخص فى الوطن العربي العمل مع يسرا، فهو إضافة له، ولا تتخيلى كم الدعم  وحجم التشجيع الذى تقدمه لنا جميعا، أنا فخور بوجودها معنا بالفيلم فهى فنانة كبيرة صاحبة اسم وتاريخ من النجاحات، لدرجة أننى لم أصدق أنها وافقت على الاشتراك بالفيلم وهو بالتأكيد أضاف للعمل كثيرا، اسم يسرا حينما يكتب على عمل يعتبر فيلم لوحده.

يعد العمل التجربة الثانية لمعظم أبطاله، بعد مشاركتكم فى المسلسل الناجح “جراند اوتيل” قبل ٦ سنوات، هل هناك فرق؟

زدنا خبرة وربنا أكرمنا فى عملنا وتطورت علاقتنا ببعضنا، وطريقة ابتكارنا وتحضيرنا التى شهدت تطور كبير، لكن شخصياتنا كما هى وانا سعيد بالعمل معهم وأتمنى تكرارها مستقبلا.

ننتقل للدراما، لماذا ابتعدت عنها هذا الموسم ؟ 

قررت الحصول على فترة راحة فى هذا الموسم، هذا هو كل شىء، وبالمناسبة الموسم كان قوى جدا وناجح وبه تنوع كبير فى الأعمال التى قدمت.

هل حرصت على مشاهدة أعمال دراما رمضان هذا العام؟

حاولت مشاهدة بعض الأعمال، لكن للأسف كنت أقوم وقتها بتصوير دورى فى فيلم “اكس مراتى”، كذلك كنت أسجل “فويس أوفر” لفيلم “شقو”، وكذلك تصوير دورى فى فيلم “ولاد رزق”، ولكن المسلسلات التى استطعت أن أشاهدها كاملا هما مسلسلى “أشغال شاقة” و”كامل العدد”، وأعجبونى جدا وشاهدتهم فى النصف الثانى من رمضان بعدما حصلت على فترة راحة لمدة أسبوع. 

اقرأ  أيضا : ممدوح وأسماء وهنا.. فيلم واحد لا يكفى

استطعت بنجاحك الذى حققته أن تغير صورة البطل الوسيم على الشاشة رغم ملامحك الحادة،  كيف نجحت فى ذلك ؟

أعتبر هذا النجاح فضل ونعمة من عند ربنا، لأنى عندما أجسد شخصية ما أصدقها، بحيث أبحث لها عن تفاصيل تقنع الناس وتقنعنى، ومن هنا أؤمن أنه لابد أن أحب الشخصية التى أجسدها كى يحبها الجمهور، حتى إذا كانت لشخصية شريرة أرفضها فى الحقيقة، فمثلا إذا جسدت دور الشيطان أنا كمحمد ممدوح أجد له مبررات لتصرفاته رغم عدم اقتناعى بها من الأساس.

قدمت أعمال حققت نجاحات مدوية سينمائيا ودراميا، أيهم الأقرب إلى قلبك ؟

جميع أعمالى قريبة لقلبى، لكن أكثر شخصية أحببتها كانت فى بداياتى من خلال مسلسل “طريقى” لأنها أكثر شخصية رسمت لها تفاصيل خاصة بمرونة وبراعة السيناريست تامر حبيب والمخرج محمد شاكر، ونجاح العمل أثبت لى أننى أسير فى الاتجاه الصحيح، وكل ذلك بالطبع بفضل الله، أما سينمائيا هناك أفلام منها “ولاد رزق”، “تراب الماس”، “الفيل الأزرق”، فأنا سعيد الحظ باختيارى من جانب أساتذة كبار فى المجال للمشاركة فى أفلامهم. 

الأب محمد ممدوح فى البيت (سى السيد).. أم يمارس الديمقراطية مع زوجته وابنته؟

لست رجل ديكتاتورى مع أسرتى، فأنا لا أحب هذا النموذج من الرجال فى التعامل مع الأسرة، فأنا استمع لآراء زوجتى وابنتى وبيننا نقاش، وإذا اقتنعت برأيهم أنفذه فورا، لكن فى النهاية لو هناك اختلاف بيننا على شىء “رأيى هو اللي بيمشى” لأنى رب الأسرة، لكن فى النهاية الرأي الأصوب لمصلحتنا كلنا كعائلة هو الذى ينفذ، المسالة مش خناقة (مين فينا الدكر). 

كيف تقضى يوم أجازتك بعيدا عن التصوبر ؟

أقضى أوقات الأجازة مع أسرتى، ابنتى كامليا وزوجتى ميرفت، وبقدر الإمكان أوفر وقتا لوالدى ووالدتى وأشقائى وأصدقائى القدامى والمقربين لى لمقابلتهم. 

ماذا تعنى تلك الكلمات فى قاموس حياتك (الجمهور _النجومية _النقد _الحب_الاسرة) ؟

(الجمهور) : كلمه منه تسعدنى أو تحبطنى، وأنا حريص على احترام عقليته.

(النجومية): مصطلح لا يستهوينى لأنى أرى كلمة ممثل هى الموضوع أو لقب فنان أحلى كثيرا. 

(النقد): هو شيء مهم جدا خاصة النقد البناء الذى يضيف لى وبأدب وأستفيد منه، أما النقد الهدام غير المهنى لا ألتفت إليه من الأساس. 

(الحب): هو الأسرة، والأسرة هى الحب، كلاهما وجهان لعملة واحدة، وأضيف لهما أيضا حب الجمهور. 

كيف ترى السوشيال ميديا ومدى تأثيرها على حياة الفنان ؟

لا أقتنع بها بشكل كبير، ودورها بالنسبة لى وفى حياتى كفنان يتلخص فى نقد إيجابى أستجيب له، أو مدح بعض الأعمال، لكنها لن تكون حياتى أبدا، فأنا لا أحب هذا الواقع الموازى غير الحقيقى، وبالمناسبة أدهشنى ترند تصدر بعض الفنانين كل منهم يصف نفسه أنه هو الأول، “هو إيه خلاص مفيش حد تانى كله أول على طول؟”. 

أخيرا ماذا عن جديدك الفنى المقبل ؟

أشارك فى فيلم “اكس مراتى” مع هشام ماجد الفنان الرائع الموهوب الذي يخاف على عمله، و المخرج معتز التونى هذا أول تعاون بيننا وهو رائع فى عمله وكسبته كصديق أيضا، ولدى فيلم آخر مع دنيا سمير غانم، وكان أحد أهدافى أن نتعاون فى عمل فنى، وهو ماحدث، وأنا سعيد بذلك، الفيلم يخرجه صديقى أحمد الجندى الذى شرفت بالعمل معه والانتاج لأحمد السبكى.

 


 

;