مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة

رئيس الإسكندرية للأفلام القصيرة: نتبنى سينما المكفوفين فى مصر l حوار

المخرج محمد محمود
المخرج محمد محمود

أحمد‭ ‬إبراهيم

أنتهى مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة، لكن أثره لم ينتهي بعد، خاصة بعد حالة السعادة التي انتابت البعض بمجرد إعلان إدارة المهرجان عن تدشين إدارة خاصة منبثقة منه لعرض بعض الأفلام للمكفوفين، وهو ما يعتبر المرة الأولى من نوعها التي يتم بها عرض أفلام للمكفوفين بمصر، وبرغم النجاح الكبير الذي يحققه المهرجان منذ بدايته والصدى الواسع الذي جاء خلال الدورة العاشرة، إلا أنه فعالية “سينما المكفوفين” الحدث الأبرز والأكثر تفاعلا وتأثيرا من قبل الجميع خلال أيام المهرجان، فقد جمعت التجربة بين الجوانب الإنسانية والفنية، فلم يكن الأمر يتوقف على عدم فهم الفكرة بشكل كامل لكن بمجرد طرحها حصلت على إجماع ودعم الكثيرون، تلك التجربة والفكرة الجديدة التي سيظل مهدها ينسب إلى هذا المهرجان الشاب، ليس فقط في إداراته الفنية، لكن في الأفكار الجديدة التي يطرحها كل دورة التي بالفعل تخدم صناعة السينما القصيرة بشكل عام والسينما بشكل عام، وأيضا التطرق إلى الأبعاد الإنسانية والاهتمام بأصحاب الإعاقات وذوى الهمم.. ويحاور “أخبار النجوم” المخرج محمد محمود، رئيس المهرجان، والذي بدوره يكشف عن تفاصيل تلك التجربة، وهل يمكن أن تتحول إلى الأفلام التجارية بدور العرض المختلفة، وهل كان هناك مساندة من الجهات المختصة في مصر، وماذا بعد إنتهاء المهرجان، هل ستستمر إدارة المهرجان في تقديم أعمال للمكفوفين جديدة، كل ذلك نعرفه خلال الحوار التالي.. 

 في البداية.. كيف جاءت فكرة تقديم أعمال من خلال الدوره الأخيرة لمهرجان للمكفوفين؟

الأمر جاء من خلال منسق المهرجان الفنان محمد جلال، الذي بدوره قدم الاقتراح على الإدارة وتم الموافقة عليه على الفور، خاصة أن إدارة المهرجان دائما ما تسعى إلى تقديم كل ما هو جديد بدوراته كل عام، وكان تطوير أفلام الأطفال وتقديم أعمال، خاصة والمكفوفين من أبرز ما تم خلال الدورة الأخيرة، وهو ما لقى استحسان الجميع، سواء على مستوى الفكرة، أو حتى بعد طرحها وتنفيذها خلال الندوات ومع الحاضرين.

 هل كان هناك تعاون من جهات حكومية مختصة بهذا الشأن؟

بالفعل، تم التواصل مع وزيرة التضامن الاجتماعي، الدكتورة نيفين القباج، التي رحبت للغاية بالفكرة، خاصة أنها تخدم شريحة عريضة من المجتمع الذي له الحق الكامل في ممارسة الأنشطة الطبيعية التي يمارسها الأصحاء، وهذا الدعم كان مفيدا جدا لنا وجعلنا نبلور الفكرة ونقوم بتطويرها بشكل أكبر، فالدولة متمثلة في وزيرة الثقافة لا تتأخر في دعم أصحاب الإعاقات الجسدية وذوي الهمم، فهي من أولويات القيادة السياسية في مصر خلال الأعوام الأخيرة.

هل نحن أول دولة بالمنطقة التي تقدم هذه الخدمة للمكفوفين؟

لا هذه الخدمة موجودة منذ زمن بعيد بالدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية وفى وطننا العربي المغرب هى أول دولة قدمت هذه النوعية من الأفلام وحققت نجاحا جيد للغاية، ونتمى أن نقوم بتنفيذ التجربة في مصر على نطاق أوسع ونستطيع توفير كل السبل لاستكمال المسيرة وتطويرها.

 هل يمكن أن يتم تقديم تلك التجربة بالأفلام الروائية الطويلة التي يتم عرضها بدور العرض المختلفة؟

لما لا، يمكن بكل تأكيد أن يتم عرض تلك الأعمال بخاصية المكفوفين، لكن الأمر يتطلب فقط اهتمام من منتجي تلك الأعمال من أجل تنفيذ هذه الفكرة التي لا تتكلف الكثير من المال، في المقابل هناك جمهور من المكفوفين يمكنه أن يتابع تلك الأعمال بالسينما، وهو ما سيزيد من إيرادات تلك الأفلام بكل تأكيد، لأن هناك قطاع سينضم إلى قائمة المشاهدين والمتابعين للأفلام، وبالتأكيد التجربة في البداية ستكون صعبة لكن بمرور الوقت الوضع سيتغيير.

 هل سيستمر في الدورات المقبلة تقديم تلك النوعية من الأفلام أم ستكون الدورة الماضية الأخيرة؟

إطلاقا، نحن في البداية فقط وسنستمر كل عام في تقديم تلك الأفلام، وأدعو من خلال حوار هذا جميع المهرجانات في مصر مثل مهرجان “الأقصر” و”الإسماعيلية” و”القاهرة”، وغيرهم، لتقديم تلك النوعية من الأفلام للمكفوفين ولا يقتصر فقط على تقديم في مهرجان “الإسكندرية للأفلام القصيرة”، ونحن على أتم الإستعداد لمساعدة أي شخص يريد أن يقدم تلك النوعية من الأعمال، فنحن نتبنى هذا التوجه، وسنستمر في ذلك، فالتجربة تستحق تضافر الجميع، ولا تكون مقتصرة فقط على مهرجان “الإسكندرية للفيلم القصير”.

 ما الطريقة العملية التي تقدم من خلالها تلك الأفلام؟

هناك عدة طرق، من بينها عرض الفيلم في ظل وجود مترجم للصورة على أن يحصل كل متفرج على سماعة، أو بين كل مشهدين توجد فترة صمت لشرح الصور أو أهم ما في الصورة، وقد قدمنا تلك الطرق خلال فاعليات المهرجان، وبالفعل حدث إعجاب من الحاضرين، أما عن طريقة التحضير فتتم على 3 مراحل يمر بها الفيلم لتحويله إلى الوصف السمعي، أولاها مشاهدة الفيلم أكثر من مرة، وتحديد توقيتات السكوت والموسيقى التصويرية التي يمكن وضع الوصف السمعي بها، ثم كتابة وصف سمعي يتناسب مع المدة المتاحة، ويصف أكبر قدر مما يحتاج الكفيف إلى معرفته، ثم المرحلة الأخيرة، وتتمثل في التسجيل والمكساج .

ما الخطوات التي يجريها المهرجان من أجل إستمرار تلك التجربة؟

نحن قمنا بالفعل بعمل ورشة لتحويل الأفلام السينمائية إلى أفلام للمكفوفين، ويشارك لأول مرة في ذلك مجموعة من محبي السينما المكفوفين، حيث كان لديهم الرغبة في المشاركة عن طريق سماع المشاهد التي يتم تحويلها وإبداء رأيهم فيها. 

اقرأ أيضا : بدء أعمال لجنة اختيار الأفلام للمشاركة بمهرجان الإسكندرية الدولي

;