هي الشخصية المصرية.. تبحث عن ذاتها.. تنزع عن روحها صدأ السنين الطوال.. تستغفر الزمن عن فترات غيابها عن وجودها الحتمي.. تجتر أحزان النفس التي قهرها الألم.. تجتاز مراحل الإحباط.. تتجاوز مسافات الغضب.. تقاوم اليأس والإحباط تنفض عن نفسها سموم الفشل.. وتكسر أغلال التراجع.. وتُنهي أسباب الهزيمة!

هي الشخصية المصرية التي كانت قد التزمت صمت الغياب عن الحضور الرسمي في ساحات الحياة.. وفي موازين الأوطان.. وفي تراتيل الحضارات!
هي الشخصية المصرية.. التي أثقل كاهلها الاكتئاب.. ونالت منها أمراض الازدواجية.. وأغرقتها هموم الغربة والاغتراب.. وتنازعتها سلوكيات السلبية.. وتعاظمت بداخلها درجات فقدان الثقة! والتي كانت تبحث عمن يوقظها من سباتها العميق.. وينير لها فجرها.. ويستنقذ صباحها.. ويفرض عليها واقعا يعيد لها قيمتها وقيمها وانضباطها.. وقدرتها علي الإنجاز.. وحنينها للمجد.. وامتلاكها لتفرد الإبداع.. وشدة احتياجها للفرح!
ثم جاءت لحظة افتتاح قناة السويس الجديدة، لتكون بمثابة لحظة عودة الروح لمصر.. وعودة الروح للشخصية المصرية.
وهي ظاهرة.. لابد أن يقوم كل خبراء علم النفس والاجتماع.. والباحثين في علوم جودة الحياة باستخلاص عظمتها وقيمتها.. لأن الشعوب المنكسرة الذات لا تقوم لها قائمة.. ولأن الأمم المحبطة تدهسها أقدام الأقوياء.. ولأن غياب عزيمة الدول لا تبدأ إلا بكسر ذات الوطن من خلال تغييب الشخصية.. وإجبارها علي النظرة الدونية لنفسها.. وهو ما حدث للشخصية المصرية التي تم علي مدي السنوات الطويلة الزائلة تجريفها وتهميشها وتغييبها.. وتم استزراع قيم النفاق والفهلوة بداخلها.. وتم تزييف وعيها وقيمها وسلوكياتها.. وتمت محاولة نزع روح الدين عنها وإلصاق زيف التدين بها.. وتمت محاولة عزلها عن هويتها.. كما تمت بقسوة محاولة إذابة ثقافتها وإزهاق أنفاسها!
مصر عادت روعتك.. وعادت روحك وقيمتك.. وعادت بسمتك وفرحتك.. وعاد شِعرك وغناؤك.. وعاد جلالك وبهاؤك.. وعاد علي الإنسانية كلها فضل وجودك.
مسك الكلام..
سيدي الرئيس عبد الفتاح السيسي.. معجزة أن تُعيد قناة السويس الحياة للشخصية المصرية.. هي معجزة القدوة التي قدمتها لنا، وقدمها أبناء مصر البارون، وأبناء جيشها المخلصون لإنجاز المشروع.. وهي قدوة الانضباط.. وجدية وحُسن الإدارة.. وانتفاء صفة الفساد.. وصدق الضمير.. وهو ما نفتقده في أغلب أوجه الحياة في مصر.. فأرجوك لا تجعل عودة الروح لنا تستمر فقط للحظات.. بل اجعلها منهجاً مصرياً حياتياً قائماً مستديماً.. نحيا به ونقيم حياتنا ووطننا وإنجازنا.. وأومن أنك قادرعلي تحقيق حلم ملايين المصريين ممن أحبوك بقلوبهم ووثقوا بك وفوضوك بعقولهم.