محمد علي السيد يكتب: معركة .. «انسحاب الساعة 1300»

محمد علي السيد
محمد علي السيد

••
​• ليلة غريبة من القلق..
بدأت آخر ضوء نهار 24 أبريل 1982 وأنتهت  الفجر..
••
​عاد السفير حسن عيسى (قنصل مصر بإيلات)
بسيارته من رحلته (إيلات -شرم الشيخ ) 275كم 
وشواهد الإسرائيليين لن ينسحبوا فى موعدهم 
من  جنوب سيناء.. حتى طابا 
••
الدبابات فى حفرها••.الجنود فى عنابرهم.
••
​قاوم طويلاً. أن يبلغ القاهرة•• تذرع بالصبر
 .. بخبرته يماطلون  حتى آخر لحظة.. 
أنتظر للفجر عند منفذ طابا ••وتحقق توقعه 
••
إنسحبت الدبابات المحمولة ، يعتليها جنودهم مذهولين  منتحبين و تجمع الإسرائيليون لأستقبالهم ••تولول النساء.. يغمى على بعضهن ••مناحة 
••
.عاد إلى قنصليته .. يتابع بفخر وقائع اليوم المشهود.
••
​25 أبريل 1982..
9 سنوات من نصر أكتوبر 73..
3 سنوات من إتفاقية السلام بكامب ديفيد 79..
6 أشهر من ولاية الرئيس مبارك•• أكتوبر 81..
••
​المرحلة السادسة والأخيرة من إستلام سيناء ..
حتى الحدود الدولية المصرية•• رفح شمالا .وطابا جنوبا 
••
تتويج نصر أكتوبر و معركة دبلوماسية لا تقل ضراوة 
••
​الطبيعي .أن تمر مراحل التسليم الست 
بسلاسة التزام الدول والمجتمع الدولي. وعراقة مصر
••
الأسرائيليون مساومة ومماطلة و إغراق فى التفاصيل
•• 
​هدفهم 
تعديل الاتفاقيات ولو بكلمة..
التلاعب فى قدسية الحدود ولو بسنتيمترات ..
تأخير التوقيتات ولو ليوم .
••
​المفاوض المصري. متمسك بثوابته 
.نصر أكتوبر ودماء الشهداء.. 
قدسية حقه التاريخي فى كل شبر من مصر.. 
تجربته الطويلة مع المفاوض الإسرائيلي..
من مباحثات الكيلو 101 أكتوبر 73..
و تحرير سيناء اليوم 
ثم معركة تحكيم طابا.
••
لا يمل المفاوض الإسرائيلي من التفاصيل.. 
عروض أقتسام بعض المناطق أو تواجده بتسهيلات
تسويف كل توقيت و إجراء 
كذب ومغالطات ووثائق و خرائط مزورة. 
 ••
*  رغم جثامة مقتل الرئيس السادات  6أكتوبر 81.. وحداثة إستلام الرئيس مبارك  
وضيق وقت ميعاد إستلام سيناء 
أهم حدث سياسي يواجه الرئيس الجديد 
لم يتوانوا
​ النظم العربية غير ديمقراطية ويحكمها فرد  
ولابد للرئيس مبارك .. أن يكرر ما فعله السادات 
يزور القدس .
يوقع على تعهد تنفيذ ما أتفق عليه السادات
••
و من بدء الانسحاب بدأوا آلاعيب علامات الحدود
 أهمها النقطة 91 فى طابا 
، ومساومة قرية ياميت ومغسلة ملابس جنودهم
••
​ـ بيجن .. رئيس وزرائهم . قال إن ياميت سوف تبقى أبدا ضمن أرض إسرائيل .. وستكون مثواي الآخير.
​ياميت بالعبري (على البحر) قرية  جنوب غرب رفح
أصلها  مزرعة لوز سيناوية ومقبرة قديمة .. 
بدأو بناءها  73.. عام النصر 
أنهوها  1977.. وزيارة السادات للقدس 
نسفوها قبيل الانسحاب
•• 
​ديان.. وزير دفاعهم  فى حرب أكتوبر : 
إن أستمرار الحرب مع مصر مع بقاء شرم الشيخ... أفضل كثيرا من السلام مع مصر بدون شرم الشيخ..
••
* شارون . وزير الدفاع :
إما أن تبقى طابا مع إسرائيل.. 
أو لا أنسحاب من خط العريش - رأس محمد 
••
رد الرئس :
مصر أقدم دولة فى العالم وما يلتزم به رئيسها 
ملزم للدولة..
و إننا نضع طابا فى مرتبة الوادى المقدس طوى..
​ولا نفرط فى ذرة من رماله ولو خضنا أعتى المعارك..
​​*
 مراحل الانسحاب الخمس.. :
​21 فبراير 74 من غرب القناة .. ثغرة الدفرسوار.
​5 مارس 74 الى وسط سيناء ..بعد 15 كيلو رؤس كباري قواتنا
​5 أكتوبر 75حقول بترول رأس صدر.
​26 مايو 79  السادات يرفع العلم المصري 
علي مدينة العريش المحررة.
​25 يناير 80 أستلام مضايق سيناء..
قواتنا عند خط العريش – رأس محمد – 
مستردين 45 ألف كم  مربع ••ثلثي مساحة سيناء  
••
المرحلة الأخيرة (الثلث ) بمساحة 16 ألف كم  مربع.. تكشفت كل المناورات والألاعيب.. 
اختلافات على علامات الحدود..بعضها على متر..
وكيلو متر فى طابا.. 
استماتوا ليربطوا بين الانسحاب و حل القضايا الملعقة فى 14 نقطة حدود من بين 91نقطة 
••
المفاوض المصري جهز ملفا للمشاكل بعد الانسحاب
••
وضعوا أساسات فندق طابا 1982 
أخذناه بعد التحكيم وعودة طابا 1986
حاولوا .تبديل كلمة أنسحاب.. بكلمة إعطاء أو نقل وفشلوا
* تحايلوا لتغيير الانسحاب ليوم واحد.26 ابريل.. وفشلوا 
••
أصر الرئيس السادات فى اتفاقية 1979. 
على تسجيل أن لا يتجاوز الانسحاب يوم 25 أبريل 82.. مانحا إياهم عامين وثلاثة أشهر.. جدار الثقة .. 
••
 أكد مشاركي الفترة..أن  مفاجأة نصر أكتوبر  
مصدر قلقهم وعدم ثقتهم ورعبهم
••
​يروى اللواء بحري محسن حمدي.. 
رئيس اللجنة العسكرية لتنفيذ الأنسحاب من سيناء.
بعضا آلاعيبهم.
* فى إحدى الزيارات  لإسرائيل دعاهم بيجن لمنزله.
 بأستكانه قال زوجتي مريضة ..ماذا لو قام الرئيس بزيارتها
محاولة يائسة لدفع الرئيس لزيارة إسرائيل
 وقدم شارون ورقة بتعهد الرئيس المصري 
تنفيذ كل ما أتفق معهم عليه السادات.. 
انبرى د•. بطرس غالي.. بوطنية وشجاعة 
يعلمه آداب الدبلوماسية فى مخاطبة رؤساء الدولة.
••
​روى الفريق كمال حسن على وزير الدفاع فى حواراته
-  فى 19 أبريل 82  قبل الانسحاب بستة أيام
 وفى لقاء فى إسرائيل مع بيجن 
إذ بشارون وزير الدفاع.. يدعى تسلل فدائيين فلسطينين من رفح 
معهم صندوق به خمسون قنبلة. 
وببيجن يصرخ كل قنبلة تقتل مائة إسرائيلي 
لابد تأجيل الانسحاب شهراً•• 
رد عليه وزير دفاعنا لدينا 12 قضية تسلل إسرائيلية لتهريب اسلحة•• وأصر بيجن على موقفه.
فى 21 أبريل وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي 
على  الانسحاب فى موعده والاتفاق على حل مشكلة طابا
••
تدخل الشريك الأمريكي إجتماعات بالخارجية المصرية 
وضع اتفاق 25 أبريل 82 موضع التنفيذ 
سوف الطرف الأسرائيلي في النصوص 
أصر المصريون على موقفهم 
••
. لم تنته الصيغة النهائية للاتفاق والتوقيع عليه 
إلا الواحدة فجر 25 أبريل قبيل 12 ساعة من  الانسحاب
أصروا الانسحاب الساعة 1300 ••الواحدة ظهرا.
••
​أبرز ما فى الوثيقة..
عدم إقامة إسرائيل أى منشآت فى المناطق المختلف عليها على الحدود 
أو القيام بأنشطة إضافية داخل هذه المناطق 
ألا يكون لهذه الترتيبات المؤقتة التى تحتويها الوثيقة 
أي تأثير على الموقف أو تكون بمثابة حكم مسبق 
على الوضع النهائي فى تلك المناطق.
••
أهل صباح النصر وظهره. 
 الواحدة ظهرا..
رفع الفريق فؤاد عزيز غالي .. محافظ جنوب سيناء 
علم مصر على شرم الشيخ.
رفع الفريق يوسف صبري أبو طالب محافظ شمال سيناء علم مصر على رفح.
••
أول كلمات الرئيس مبارك 
أمام الجلسة التاريخية لمجلسى الشعب والشورى 
26 ابريل 82.
(الحمد لله .. صدق وعده وأعز جنده... 
الحمد لله يضئ لنا الطريق ، لا نضل ولا نبغى ، 
بل ننشر السلام وننصر الحق..
​​*
الحمد لله.
••
(من أوراقى )