فى الصميم

رسائل سيناء.. فى عيدها

جلال عارف
جلال عارف

احتفالنا بعيد سيناء هو احتفال بروح مصر التى لا تفرط فى حبة رمل واحدة على أرضها الطيبة، ولا تترك عدوا غاشما يدنس شبرا واحدا من ترابها الغالى الذى ارتوي− على مدى العصور− بدماء أغلى الشهداء.

واحتفالنا بعيد سيناء هو تذكير لكل عدو بأنه سيلقى مصير من سبقوه إذا فكر فى المساس بالأرض المباركة التى سحقت كل معتد وأجهزت على كل إرهاب، وبقيت دائما فى حماية شعب يقدس أرضه، وجيش لا يعرف راية إلا راية الوطن الذى تهون من أجله كل التضحيات.

فى عيد سيناء نحتفل بتحرير الأرض قبل ٤٢ عاما، ونحتفل بتطهير سيناء من إرهاب حقير حاول أن يستوطن الأرض الحبيبة. كما نحتفل بما أنجزناه فى معركة البناء والتنمية، والتى ما كان لها أن تبدأ إلا بعد أن تطهرت سيناء العزيزة من دنس الإرهاب، وبعد أن أدرك الجميع أننا قادرون على أن نبني، وقادرون على أن نحمى ما نبنيه من أى عدوان مهما كان مصدره!

فى حقيقة الأمر نحن نحتفل بسيناء فى كل يوم وليس فقط فى عيد تحريرها. نحتفل مع استمرار التنمية، ومع التصدى لأى فلول لإرهاب مهزوم، ومع امتلاك القوة لردع أى محاولة للمساس بتراب مصر أو تهديد أمنها القومي. ولعل الذين يسعون اليوم للتصعيد على حدودنا الشرقية مع فلسطين − ومن يتواطأون معهم− يدركون عبث محاولات التشويش على موقف مصر الثابت الذى يطالب بالإيقاف الفورى والنهائى للقتال فى غزة، والذى يرفض اقتحام «رفح» وارتكاب مذبحة جديدة تستهدف التهجير القسرى للفلسطينيين، والذى يحذر من أى مساس بأمن مصر أو من خطأ فادح فى الحسابات من جانب عدو يهرب من فشل إلى آخر، ومن مذبحة إلى مذبحة أكبر، ومن جرائم حرب إلى تفجير المنطقة ودون تدبر للعواقب أو قراءة للتاريخ.

كل عام ومصر بخير، وأرض الفيروز تنعم بالسلام وتبنى الحياة. كل عام وصمودنا أقوى فى وجه كل المؤامرات، وقوتنا قادرة على سحق كل من يمس ذرة من ترابنا المخضب بدماء أغلى الشهداء. نحتفل بعيد انتصار سيناء، وغدا نحتفل بأعياد النصر فى فلسطين.. على أرضها، وفى دولتها المستقلة، وعاصمتها الأبدية فى القدس الشريف.