وحى القلم

من يدفع الفاتورة

صالح الصالحى
صالح الصالحى

مع كثرة الأحداث المتلاحقة التى يشهدها العالم، والصراعات التى طغت على كل شىء.. والحروب التى تحيط بنا.. والتهديدات التى أصابت منطقة الشرق الأوسط.. بداية من إطلاق ڤيروس كورونا وصولاً للمناوشات الإيرانية الإسرائيلية، مروراً بالحرب الروسية الأوكرانية وحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة.. وما يحدث فى السودان وليبيا والعراق ولبنان ومن قبل سوريا.. هذا بالإضافة إلى التغيرات المناخية التى تفاجئنا كل يوم بجديد.

كل هذا يجعلنا نتساءل من يدير العالم؟.. ومتى تتوقف هذه الحروب والصراعات؟ ومن يدفع الفاتورة؟

إذا عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا الاتهامات تشير إلى أمريكا والصين فى انتشار ڤيروس كورونا والغريب أن لجان تقصى الحقائق الأممية لم تعلن أى شىء، ولم تحدد المسئول  عن انتشار هذا الڤيروس سواء كانت دولا أو شركات لها أغراض اقتصادية.

وقبل أن نخرج من رعب كورونا، فوجئنا بالحرب الروسية الأوكرانية.. وطبعاً كانت أمريكا هى الفاعل الرئيسى والمحرك لها، والداعم الأساسى لأوكرانيا.. هذه الحرب التى أثرت أيضاً تأثيراً بالغاً على سلاسل الإمدادات الغذائية العالمية.. ومع مرور الوقت وطول أمد الحرب الروسية الأوكرانية، تأتى حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على قطاع غزة.. وبالتأكيد تقف أمريكا بجانب إسرائيل بكل قوة.. بل وتدعمها فى المحافل الدولية والأممية «بالڤيتو» وبغيره.. ثم تظهر المناوشات الإيرانية الإسرائيلية.. وطبعاً برعاية أمريكية كاملة، وتحت إشراف مباشر منها.. فإسرائيل ذراع أمريكا فى المنطقة، وإيران أحد أصابعها.
عموماً الجميع يرى ويتابع ويراقب عن كتب ما يشهده العالم من أحداث دامية.. ويتابع الحروب والصراعات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط المتتالية والمتلاحقة.. والتى بالطبع لها أهداف معلنة وأخرى غير معلنة والأخيرة هى الأهم.

على أية حال، ورغم أن ما يحدث يذكرنا بالحروب العالمية.. إلا أننى أرى أن أمريكا لن تجر العالم الآن إلى مثل هذه الحروب وإنما ستكتفى فى الوقت الراهن بهذه الأحداث على الساحة.. خاصة وأن أمريكا هى العامل المشترك فى كل هذه الأحداث، بل هى المحرك والفاعل الرئيسى لمعظمها.. بهدف فرض وبسط سيطرتها على العالم، وصولاً لما يعرف بعالم القطب الأوحد.. وبالتأكيد هناك دول سوف تتحمل فاتورة هذه الحروب، فلن تتحملها أمريكا وحدها.

رغم أنها من تخطط لكل ذلك سواء كان من خلف الستار أو من أمامه، من أجل إضعاف دول وإنهاكها بل والقضاء عليها.. وللإلهاء ولفت النظر عن حدث بافتعال حدث آخر جديد.

لقد اختارت أمريكا منطقة الشرق الأوسط مسرحاً للأحداث.. هذه المنطقة التى لم تخرج من حرب إلا وتدخل فى أخرى، ناهيك عن الصراعات الأهلية التى تشهدها معظم الدول، من أجل تحقيق ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد.

العالم يمر بمرحلة غاية فى الصعوبة والتعقيد.. وعلى الجميع أن يكون يقظاً ومنتبهاً.. وأن يعلم جيداً أن أمريكا ترتدى روب مزيف لتظهر بمظهر المدافع الأول عن حقوق الإنسان والراعى الرئيسى للحريات.