من عاملة خدمات معاونة إلى رئيس أكبر وحدة محلية بالأقصر

حكايات أيقونة كفاح امرأة من قلب الصعيد الجواني من الأمية إلى ليسانس آداب

عزيزة محمد أحمد آدم
عزيزة محمد أحمد آدم

كتب: أحمد زنط
«بوابة أخبار اليوم» تغوص فى أعماق المرأة الفولازية قاهرة التحدي.. تحدي الجهل والمرض والعوزة بالإصرار والعزيمة.. 
عزيزة محمد أحمد آدم، أيقونة رحلة كفاح مضنية من فصول محوالأمية بدأتها من عمر 27 عاماً، حيث كانت تعمل فى ذلك الوقت عاملة خدمات معاونة بمجلس مدينة إسنا جنوب الأقصر.. فالبعزيمة والإصرار كافحت واجتهدت فى مناهل العلم حتى حصلت على  ليسانس الآداب عام 2006، ثم قامت بتسوية حالها الوظيفي فتدرجت من موظفة إلى سكرتير قرية، ثم  رئيس الوحدة المحلية لمجلس قروي الشغب عام 2017، حيث صدر قرار انصافها وتعيينها في عصر الاستقرار وتقدير الكفاءات وإنصاف المرأة، عهد الرئيس عبدالفتاح  السيسي.

اقرأ أيضا| الآلاف يشهدون الليلة الختامية لمولد سيدي أبوالحجاج الأقصري

تم تعيينها رئيسة الوحدة المحلية لمجلس قروي الشغب، ثم بعد ذلك إلى رئيسة مجلس قروي قرى توماس.

تقول عزيزة آدم: كان التحدي والإصرار والعزيمة الصادقه هم عنواني وهدفي فى الحياة.. طلب العلم ورعاية أسرتى التى كانت بدون عائل لانفصال زوجي عنى وترك أطفاله الصغار لى لتربيتهم، وتحمل مسئوليتهم فقمت بتربية الطيور وبيعها بالأسواق عندما كنت أمية لا أقرأ ولا أكتب، كى أرعى أبنائي من خلال عمل شريف، وأيضاً للإنفاق على مصاريف التعليم والدراسة لي ولأسرتي، قبل حصولي على المؤهل، وقمت بتعليم أولادي الثلاثة حتى أصبحوا الثلاثة خريجين جامعات جميعهم مؤهلات عليا.

وتتحدث عن نفسها قائلة: أنا قروية بسيطة ابنة قرية الحميدات شرق إسنا حرمت من التعليم وأنا صغيرة.. بدأت من الصفر بعد أن كنت عاملة خدمات معاونة بمجلس قروي الدير، ثم حصلت على الشهادة الإعدادية من فصول محو الأمية، ولم يتوقف طموحي والأمل لدي، والتحقت بالثانوية العامة وحصلت على ليسانس الآداب، وكنت رغم ظروفي الأسرية الصعبة أدرس وأذاكر واجتهد، وأقوم بتربية أبنائي وتعليمهم  وحصولهم على مؤهلات عليا.

واستطردت قائلة: ارتقيت السلم حتى وصلت إلي رئيس مجلس قروي الشغب، ثم إلى منصب رئيس مجلس قروي قرى توماس رغم ظروفى وظروف اسرتى الصعبه القاسيه نجحت فى الانتصار على الجهل والتقاليد الباليه بالاراده والتحدى و قمة سعادتى هو خدمة المجتمع المحلي والمواطن البسيط فأنا بدأت من الصفر، ولايوجد مستحيل بالإرادة والعمل والتحدي والعزيمة يكون النجاح.

وتضيف: تم تكريمي عدة مرات كأم مثالية، ويكفيني محبة وتقدير واعتزاز الناس بقصة كفاحي وخروجي من مستنقع غول الأمية والجهل إلى نور العلم والمعرفة، وأدعو كل الفتيات والسيدات والرجال والنساء من فاتهم قطار العلم والتعلم أن يبدأو من جديد بالإرادة الحديدية، فأمامها  تذوب كل سبل التحدي.

أخيراً فى حكايتها طاقة إيجابية وطاقة نور.. نموذج مشرف ناجح جسدته امرأه صعيدية قروية من أقصى جنوب صعيد مصر الجواني كرمت على أعلى مستوى لتكون قدوة حسنة وتجربة ناجحة يانعة فى معترك الحياة الصعبة.