بـ ..حرية !

القتل بدون إسالة الدماء!

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

نتنياهو ليس هو المسئول عن المجازر التى تحدث فى غزة، ولكن الحكومة والنظام الصهيونى كله، فإسرائيل كلها محتلون!

حتى الأصوات التى ترفض الاجتياح المحدود لرفح، فإن منطقها ليس إنسانياً ولكنْ تكتيكى حيث يلومون نتنياهو على التوقيت، ونصحوه بأنه كان يجب أن ينتظر إلى ما بعد إبرام صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالرهائن الإسرائيليين.

نحن أمام إرهاب دولة وليس إرهاب منظمة أو جماعة، كانت تتحجج الدولة العبرية بتلكؤ حماس فى الرد على عرض الهدنة المصرى، والآن وبعد موافقة حماس فالكرة فى ملعب إسرائيل، وبخاصة أن العرض يبدو مرضيا للطرفين، والذى يقضى بوقف إطلاق النار، وعدم اجتياح رفح، وإدخال المساعدات، وتبادل الأسرى بالرهائن فى غضون ٦ أسابيع على ثلاث مراحل..

وقبل أيام كانت إسرائيل قد وافقت على عرض الهدنة، مراهنة أن حماس لن توافق، وأمهلت حماس أسبوعا وإلا ستشن عملية عسكرية برفح، وبعد أن وافقت حماس قالت إن نسخة الاتفاق تغيرت، وأن ما وافقت عليه يوم ٢٩ أبريل مغاير لنسخة ٥ مايو، فى حين لم يتغير سوى أنه بدلا من تسليم رهائن كل ٣ أيام أصبح كل ٧ أيام، وهذا يؤكد أن إسرائيل «تتلكك» وغير جادة وغير راغبة فى إبرام الاتفاق.

أمريكا ليس عندها وقت للضغط على إسرائيل لأنها مشغولة بإحباط مظاهرات طلبة الجامعات الرافضين لحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، ومشغولة أيضا بإرسال ذخائر وأسلحة إلى إسرائيل، وتكتفى فقط بالقول إنها لا توافق على شن عملية عسكرية فى رفح تُخلف ضحايا!، وكأنها تقول لإسرائيل اقتلى لكن بدون إسالة الدم!.

نتنياهو وحكومته لا يهمهم أن يتعرض الرهائن الإسرائيليون للأذية، لأن هدفهم الاستراتيجى هو إبادة الشعب الفلسطينى، والقضاء نهائيا على القضية والحق الفلسطينى، ومن المفيد لهم هو المماطلة فى التوصل إلى اتفاق لكسب أكبر وقت لتتمكن من قتل المزيد من الأطفال والنساء وكل من يحمل الجنسية الفلسطينية.
اجتياح رفح يمثل كارثة إنسانية، واختبار حقيقى لكل دول العالم - وبخاصة الداعمة لتل أبيب - لكى تنقذ ما تبقى من النساء والأطفال والعجائز المدنيين المكدسين فى رفح.

أملنا الأكبر فى الله لكى ينقذ الشعب الفلسطينى وينتقم من الإسرائيليين.