في عام 1944 دعا عمدة المناشي، عددًا من نجوم الزمن الجميل؛ لقضاء شم النسيم بالقناطر الخيرية.
وكانت الفنانة ليلى مراد، والفنان يوسف وهبي، وأنور وجدى، وآخرون أبرز من لبوا دعوة العمدة، حيث امتلأت المائدة بأنواع السمك المختلفة والفسيخ، والبصل الأخضر.
وبعد تناول الطعام طلب الحضور من الفنانة ليلى مراد أن تغني لكنها أجابت بأنها لا تستطيع الغناء بعد الإفراط في تناول الفسيخ والبصل الأخضر، فما كان من الفنان أنور وجدي إلا أن وقف مستعدا للغناء لكن الحضور رفضوا صوته وانفجر الجميع بالضحك.
ً
أما الفنانة نعيمة عاكف لها حكاية مع الفسيخ، فقالت: "لا تضحكوا.. فقد حدث ذلك معي عندما أقمت حفلاً في منزلي ودعوت بعض الأصدقاء والزميلات، وأثناء السهرة اقترح بعض المدعوين أن أغني.. وحاولت أن أعتذر دون جدوى، فقد أصروا على أن أغني واستجبت لهم، وقدمت بعض الأغنيات التي حازت إعجابهم، فظلوا على إلحاحهم، وكلما انتهيت من أغنية طلبوا غيرها، حتى بلغت الساعة الثالثة صباحا، واكتشفت أنني ظللت 5 ساعات متوالية وأنا أغني، فتوقفت عن الغناء وتعالت صيحات المدعوين يطلبون المزيد، ولكني أكدت لهم أن حنجرتي أرهقت جدا حتى أنها لم تعد صالحة للغناء، فإذا بهم يلحون إلحاحا غريبا لكي أؤدي بعض الرقصات ولم أستطع الرفض، فظللت أرقص حتى تثاءب أحدهم وتمطع ونهض واقفاً قائلا: "الساعة بقت خمسة.. ياللا يا أخوانا".
وخرج المدعوون، وألقيت بنفسي في فراشي، وعبثا حاولت أن أنام، لكن أصابني أرق شديد حتى بلغت الساعة الثامنة صباحا، وأخيرا استغرقت في سبات عميق لم أفق منه إلا على رنين جرس التليفون، فرفعت السماعة لأسمع صوت أحد الموسيقيين يصيح قائلا: "إيه ده يا مدام.. الساعة بقت تلاته ونص وكلنا في انتظارك"، وهنا تذكرت أنني على موعد لتسجيل إحدى الأغنيات في فيلم كنت أقوم ببطولته، فطلبت منه أن يؤجل التسجيل حتى الرابعة.
نهضت من فراشي في عجلة لأرتدي ملابسى، لكنني اكتشفت أن صوتي "مبحوح" من أثر سهرة الأمس، وأن الغناء قد أصبح مستحيلا في ذلك اليوم، فناديت الخادمة وطلبت منها أن تتصل بالاستديو وتبلغ الموسيقيين اعتذاري عن الذهاب إليهم لمرضي المفاجئ، وقلت للخادمة إن صوتي "مبحوح" فإذا بها تدق بيدها على صدرها وتقول إن هذا ليس سببا كافيا لكي أؤجل التسجيل، وأن لديها وصفة بلدي سوف تقضي على هذه "البحة" وتركتني خارج الغرفة، وبعد ربع ساعة عادت ومعها صحن عليه قطع من الفسيخ المخلي من الشوك ومعد بالزيت والليمون وطلبت مني أن التهمه، ولأني أثق في وصفاتها البلدية فقد أكلت الفسيخ بالفعل، وما هي إلا لحظات حتى اكتشفت أن صوتي قد عاد إلى طبيعته وزالت عنه "البحة"، وذهبت إلى الاستديو، وفي نهاية تسجيل الأغنية أقبل عليَ مخرج الفيلم يهلل: "ده أحسن تسجيل سمعته لك"، ثم أردف ضاحكاً: "بس احمدي ربنا إن التسجيل لم يسجل رائحة الفسيخ"!
واحتفل أيضا فريد شوقي، ومديحة يسري، وهدى سلطان بشم النسيم وتناولوا الفسيخ والرنجة والبصل الأخضر، وبعد عناء يوم عمل في أحد الأعمال الفنية جلس كل من الفنان محسن سرحان ومحمود المليجي والفنانة هند رستم يتناولون وجبة مكونة من الفسيخ والبيض والبصل.
أما الفنان عمر الشريف احتفل بطريقته الخاصة بهذه المناسبة وقام بتقديم بوكيه من الورد إلى فاتن حمامة.
وقامت الفنانة مريم فخر الدين بالاحتفال بعيد شم النسيم مع ابنتها وقامت بتلوين البيض.
والفنان يوسف وهبي قام بدعوة عددد من النجوم، لقضاء عيد شم النسيم في قصره بشارع الهرم، في جو اتسم بالبساطة والجمال، وكان من الضيوف المخرج نيازي مصطفى، وزوجته الفنانة كوكا، وحضر أيضًا الفنان فريد الأطرش.
أما الفنان رشدي أباظة فقد احتفل به مع زوجته الفنانة المتألقة سامية جمال في حديقة منزلهم.
أما الفنانات ميمي شكيب ومديحة يسري وزوزو شكيب ودولت أبيض احتفلن بعيد شم النسيم في القناطر الخيرية.
ومن داخل الاستوديو جلس الفنان حسن فائق يتناول الطعام بعد أن قامت ماري منيب بتلوين البيض.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
