بسبب الحرب على غزة

هل تبادر رئيسة جامعة كولومبيا بالاستقالة أسوة برئيسي جامعة هارفارد وبنسلفانيا؟

نعمت شفيق
نعمت شفيق

يتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي ،اليوم الأربعاء، على قرار بلوم نعمت شفيق، ردا على شهادتها أمام الكونجرس فيما يخص اعتقال الطلاب المحتجين على الأوضاع بقطاع غزة وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي.
 
من هي نعمت شفيق؟ 

هي مصرية تحمل الجنسيتين البريطانية والأمريكية، وتشغل منصب نائب محافظ بنك إنجلترا المسؤولة عن الأسواق والخدمات المصرفية وعضو بنك إنجلترا في لجنة السياسة النقدية. وكانت نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، من 2011 إلى 2014، وهي زوجة الخبير الاقتصادي محمد العريان.

كانت الدكتور نعمت شفيق خياراً غير تقليدي لمنصب رئيس جامعة كولومبيا. رغم من عملها كرئيسة لكلية لندن للاقتصاد لمدة ست سنوات، فقد أمضت الدكتور شفيق، معظم حياتها المهنية في صندوق النقد الدولي، وبنك إنجلترا، والبنك الدولي. ولم يكن لديها علاقات عميقة مع جامعة كولومبيا، التي صارت فيما بعد رئيسة لها. 

وفي مسودة القرار، التي تم تداولها أمس الاثنين، اتهمت الدكتور شفيق بانتهاك “المتطلبات الأساسية للحرية الأكاديمية”، وتجاهل إدارة هيئة التدريس وشن “اعتداء غير مسبوق على حقوق الطلاب”.

 

اقرأ أيضا:الهجرة في أسبوع| تولي الدكتورة نعمت شفيق رئاسة جامعة كولومبيا «الأبرز»

 

يتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ بالجامعة المكون من 111 مقعدا، على قرار بلوم الدكتورة شفيق، كرد فعل على شهادتها أمام الكونجرس واعتقال أكثر من 100 طالب متظاهر.

ويعد قرار اللوم إجراء رمزيً إلى حد كبير. إذ لا يتمتع مجلس الشيوخ، الذي يتكون من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والإداريين، بسلطة عزل الرئيس. لكن التصويت على اللوم. سواء حصلت عليه نعمت شفيق، أم لا، يعكس عمق الغضب بين أعضاء هيئة التدريس بشأن اعتقال الطلاب المتظاهرين، وهو الأمر الذي يرى أعضاء هيئة التدريس إن الدكتور شفيق أمر به دون التشاور المناسب مع اللجنة التنفيذية بمجلس الشيوخ بالجامعة.

وفي كل الأحوال، فإن رئيس جامعة كولومبيا تحظى بدعم مجلس أمناء الجامعة. المتوافق مع الجمهوريين في مجلس النواب وفقا لما جاء في النيويورك تايم.

يأتي غضب أساتذة الجامعة والعاملون، بسبب الشهادة التي أدلت بها رئيس الجامعة أمام الكونجرس يوم الأربعاء الماضي، إذ يروا إنها استسلمت لمطالب الجمهوريين المحافظين بشأن مسائل الحرية الأكاديمية. وكشف عن معلومات للكونجرس حول التحقيقات الداخلية المتعلقة بأعضاء هيئة التدريس، والتي عادة ما تكون سرية.

وفي الوقت الذي حذر فيه 23 عضوا من أعضاء هيئة التدريس الدكتورة شفيق من أن موافقتها على المثول أمام الكونجرس، ستدخل بالجامعة إلى "مسرح سياسي وموجة ضد المثقفين.

وشعر أساتذة الجامعة عقب جلسة الاستماع أنها لم تدافع بقوة عن الحرية الأكاديمية، في حين وافقت على أن بعض العبارات المتنازع عليها - مثل "من النهر إلى البحر" - قد تستدعي الانضباط.

وبعد اعتقال الطلاب، أصدر أكثر من 50 من أصل 90 عضو هيئة تدريس متفرغين في كلية الحقوق رسالة تدين الدكتور شفيق لإحضار الشرطة إلى الحرم الجامعي، وإيقاف أكثر من 100 طالب متظاهر عن العمل.

وكان من أكثر بواعث الغضب بين أعضاء هيئة التدريس أيضا، قرار جامعة كولومبيا الكشف للكونجرس عن معلومات داخلية حول الأساتذة قيد التحقيق، وهو نفس النوع من التفاصيل التي قاومت جامعة هارفارد الكشف عنها للجنة.

حيث زودت جامعة كولومبيا لجنة مجلس النواب بتفاصيل عن ثمانية أساتذة ومساعد تدريس كانوا قيد التحقيق بسبب انتهاكات مزعومة للوائح مكافحة التمييز بالجامعة.

ومن بين هؤلاء الأساتذة دكتور فلسطينيي كتب مقالا نُشر في اليوم التالي لهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. يعبر فيه عن رأيه من أسلوب “حماس" استخدام الطيران الشراعي وزعزعة ثقة الجيش الإسرائيلي في نفسه واصفا ذلك أنه رائع، تم تفسير بالكونجرس بأنه داعم للغزو.

ويري العديد من الأساتذة أن إبلاغ الشرطة جاء بنتيجة عكسية، حيث جاء احتجاج الطلبة في البداية سلميا، لحين جاءت الشرطة وسعت إلى تفكيك الجموع، فساند الطلاب بعضهم البعض وخرج الأمر عن المألوف.

ويرى جانب أخر من أعضاء هيئة التدريس أن رئيس الجامعة انتهك قانون يقضي بأن تقوم الجامعة "بالتشاور" مع اللجنة التنفيذية لمجلس الشيوخ قبل استدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي.

في حين دعت مجموعة ثالثة أن تدعو الإدارة المتظاهرين إلى حوار لإنهاء الاحتجاج سلميًا. ولكن رئيس الجامعة جنح إلى دخول الشرطة الحرم الجامعي.

يذكر أنه منذ السابع من أكتوبر لم تتوقف الاحتجاجات الطلابية داخل أروقه الجامعات، وفي كل مرة تنتهي الأزمة باستقالة رؤساء الجامعة. مثلما حدث من قبل مع رئيسي جامعة هارفارد ثم جامعة بنسلفانيا.