فلسطين.. ذبيحة الفيتو الأمريكي على مدار نصف قرن | تقرير

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

وقفت الولايات المتحدة كعادتها التاريخية المخلصة لها حائلًا أمام طموحات الشعب الفلسطيني في نيل أحد حقوقه المشروعة وهي الاعتراف الدولي الكامل والحصول على عضوية الأمم المتحدة، وذلك بعد أن صوّتت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار لمنح فلسطين العضوية الكاملة بمجلس الأمن.

والفيتو الأمريكي وفق ميثاق الأمم المتحدة وقف سدًا منيعًا دون تمرير مشروع القرار، الذي كان سيمر حتى لو امتنعت واشنطن عن التصويت مثلما فعلت بريطانيا، التي تحظى أيضًا بحق الفيتو، لكن تصويت أمريكا ضد مشروع القرار أجهض الحلم الفلسطيني في عضوية الأمم المتحدة مجددًا.

46 فيتو أمريكي ضد فلسطين

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشاريع قرار تخدم فلسطين 46 مرة على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن، بدءًا من عام 1973 وحتى الآن.

وسبق أن تقدمت فلسطين في عام 2011 بطلب الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حينما سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون طلب دولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2011.

ولم تحظ فلسطين وقتها بالعضوية الكاملة وقتها، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ما حال دون موافقة مجلس الأمن على طلب دولة فلسطين.

ومع ذلك، توجهت فلسطين مباشرة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ونالت صفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة حالها كحال دولة الفاتيكان، لكنها حتى الآن لم تنل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بسبب الفيتو الأمريكي في مناسبتين.

استغلال خبيث لحق الفيتو
وفي غضون ذلك، قال أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، في تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم"، إن الولايات المتحدة لا تقتصر سياساتها وعقيدتها على تطويع واستغلال خبيث لحق الفيتو في مجلس الأمن من أجل تعطيل القرارات سواء في مجلس الأمن أو أي أجهزة أخرى تابعة للأمم المتحدة ترسخ حق الشعب الفلسطيني في تقريره مصيره وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية وانضمام أيضًا فلسطين للأمم المتحدة.

واستطرد قائلًا: "ولكن أيضًا وراء الكواليس تقوم الولايات المتحدة بتهديد جميع الدول التي لا تسير على نهج واشنطن وتهددها بقطع المعونات المالية والاقتصادية الضخمة التي تقدمها الولايات المتحدة لهذه الدول".

وأشار أيمن سلامة إلى أنه سبق أن هددت الولايات المتحدة الأمناء العامين للأمم المتحدة، سواء كان بطرس غالي أو من بعده كوفي عنان بقطع ومنع المنظمة من حصة الولايات المتحدة المالية، التي تقدمها للمنظمة والتي تبلغ ربع ميزانية الأمم المتحدة.

واعتبر أيمن سلامة أن ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين والدعم الصارخ لإسرائيل هو ديدن الإدارة الأمريكية ولن يتغير أو يتبدل.