كلامى

فايزة صاحبة «حياتى»

محمد سلطان
محمد سلطان

برحيل الإعلامية القديرة فايزة واصف سقطت ورقة أخرى من أوراق شجرة رواد الإعلام المصرى رائدة الإعلام الأسرى بالتليفزيون المصرى.. فمن ينسى تجمع أفراد الأسرة المصرية أمام شاشة التليفزيون المصرى عصر كل يوم جمعة لمتابعة برنامج (حياتى) الذى كان يرصد المشاكل الاجتماعية التى يتم عرضها فى قالب درامى جذاب يتبعه لقاء حوارى مع المتخصصين مفكرين أو رجال دين أو أطباء نفسيين وخبراء فى القانون حسب طبيعة المشكلة لشرح تفاصيلها وسبل حلها بما يقدم النصح والإرشاد للجميع ويطرح المشاكل الفردية فى نطاق حوار مجتمعى يفيد أصحاب المشكلة ويقدم التوعية للآخرين لعدم السقوط فى المشاكل المشابهة مستقبلًا..

أعتقد أن برنامج (حياتى) كان أحد النقاط المضيئة والذى خرج من عباءتها الكثير من البرامج التى سارت على دربه بمسميات مختلفة بعد توقفه وحققت بعض هذه البرامج نجاحات ولكنها لم تصل إلى نجاح وتميز النسخة الأصيلة للبرنامج الذى أصبح بمثابة المرجع لكل هذه النوعية من برامج الأسرة بما منحته مقدمته فايزة واصف من قدرة على صناعة توليفة مميزة تجمع بين البساطة والعمق بأداء إعلامى هادئ ورزين بعيدًا عن الصراخ والعويل الذى يسقط فيه بعض مقدمى البرامج الآن..

لقد استحقت فايزة واصف بمسيرتها المهنية الطويلة التى استمرت منذ ستينيات القرن الماضى، عندما التحقت بالعمل الإعلامى فور تخرجها فى قسم علم النفس بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وحرصها على الدراسة بالمعهد العالى للفنون المسرحية لتبدأ عملها بإذاعة صوت العرب، عام 1963، وتقدم مجموعة من البرامج المتنوعة لتنتقل بعدها إلى الشاشة الصغيرة وتواصل رحلتها المهنية التى فرضت اسمها على قائمة رواد الإعلام العربى ليبقى منقوشًا فى ذاكرة إعلامنا الهادف كرائدة للبرامج الأسرية.. رحم الله القديرة فايزة واصف.