ماذا يريد الارهاب من عملياته ضد الدولة المصرية؟ لم يعد خافيا ان أهم ما يسعي إليه هذا الارهاب الاسود بالنسبة لنا - من خلال عمليات القتل والتخريب والتدمير التي يمارسها - هو إلحاق أكبر حجم من الاضرار بمصر. علي هذا الأساس فإن هدفه يتركز حول النشاط الاقتصادي باعتباره حجر الزاوية في تحقيق الامن والاستقرار السياسي والاجتماعي. هذا الفكر المسيطر علي العقل الارهابي اسقط من حسابه روح التحدي التي تتملك الشعب المصري عندما تحيق به الاخطار التي أصبح يمثلها حاليا.
انطلاقا من هذه الحقيقة فان الجرائم الارهابية التي يتم ارتكابها ضد مصر وشعبها توجه اساسا الي الاهداف التي لها صلة بالقضية الاقتصادية. بناء علي ذلك لم تكن حادثة الطائرة الروسية وما تم الترويج بشأنها لضرب حركة السياحة.. سوي مثال حي علي هذا التوجه. ولأن الارهاب لا دين ولا وطن ولا انتماء له وبالتالي فان نشاطه ليس محدودا بدولة او بشعب او بمكان. انه يعمل في كل اتجاه وفقا لاهوائه المحكومة بالمصلحة الشخصية وبالحالة الجنونية التي يعيشها وتستند الي الفكر الخاطئ. تمثل ذلك ايضا فيما تعرضت له العاصمة الفرنسية باريس وما يتردد حول مخططات لاستهداف عواصم اوروبية اخري.
ليس من وسيلة لمواجهة هذا الخطر سوي ان يكون هناك تضامن شفاف بعيد عن الانانية الاستعمارية - لكل الجهود الدولية في مواجهة هذا الإرهاب الذي يقوم علي عدم الاستسلام لما يعمله ويفرضه علي الواقع الدولي. لا يمكن أن تنجح مهمة هذا التكتل إلا بخلاص اعضائه من الاعتقاد بأن أيا منهم في منأي من ان يكون ضحية لهذا الإرهاب. لابد ان يكون هناك تعاون وتنسيق لمحاصرة هذه الظاهرة واقتلاعها من جذورها. وأي اخلال بهذه العناصر من جانب المشاركين في هذه الجهود سوف يؤدي الي المساهمة في خدمة ما يهدف اليه هذا الارهاب.
في هذا الشأن فلا جدال أن المواقف السلبية لبعض الدول من حادثة الطائرة الروسية الذي قيل انه قد تم تفجيرها بعمل ارهابي فوق الاراضي المصرية.. يصب في صالح هذا التوجه. تمثلت هذه المواقف الداعمة للارهاب في تلك الاجراءات التي استهدفت الاضرار بمصر اقتصاديا وهو الامر الذي يسعي اليه اصحاب المنفعة الممولين والموجهين لهذا الارهاب.
لم يكن من نتيجة لما تم اتخاذه سوي ان تتصاعد العمليات الارهابية باعتبار أن نتائجها تعد دافعا للاقدام علي القيام بالمزيد منها. في هذا الاطار كانت مذبحة عاصمة النور الفرنسية باريس حيث رأي الارهاب فيما قام به هدفا مشروعا لافكاره الظلامية القائمة علي الجهل ولا تتوافق مع شرع ولا دين. ما حدث في باريس كان متوقعا ان يحدث وان يتواصل في دول اخري ومنها تلك الدول التي ساعدت وتساعد في تأسيس هذه التنظيمات الارهابية بالمال والمأوي والرعاية.
ليس من سبيل لمواجهة خطر هذا الارهاب سوي ان يتوحد العالم وان تتخلص بعض دوله من نزعة الانانية واستخدمه للتآمر علي غيرها من الدول. في هذا الاطار وعلي ضوء هذه السياسات التي تتجهل حقيقة وطبيعة الارهاب فان علي العالم وهو يبحث عن أمنه واستقراره في مواجهة خطر هذا الارهاب ان يتساءل.. الدور علي من المرة القادمة؟!