من المجحف أن نحمل الرئيس وحكومة قنديل وحدهم،‮ ‬كارثة سد النهضة‮.. ‬الأمر لم يكن بين يوم وليلة،‮ ‬ولم تفاجئ إثيوبيا مصر بتحويل النيل الأزرق تمهيدا لبناء السد ولكن الأمر لديها منذ سنوات،‮ ‬ومعلن،‮ ‬ويجمعون هناك تبرعات من الموظفين من أجل مشروعهم الحلم الذي هو السد‮.‬ العيب إذن ليس في إثيوبيا،‮ ‬ولكن العيب فينا لأننا،‮ ‬ونحن هنا يمكن أن نتحدث فيها حتي الصباح،‮ ‬لم نقرأ،‮ ‬ولم نتابع أو اننا استهونا الأمر في الوقت الذي كان فيه الآخرون المتربصون بمصر يعملون بجدية‮.‬ المؤكد أن السد سيصيب مصر بضرر اختلف العلماء في تقديره،‮ ‬والمؤكد أيضا ان إثيوبيا من حقها أن تنمو،‮ ‬وتحقق ما تريد من مشاريع،‮ ‬ما دام ذلك لن يضر بالآخرين،‮ ‬وتحديدا مصر‮.‬ المخرج الأساسي من هذه الكارثة يتبلور في ضرورة التحرك في إطار إفريقي،‮ ‬ودولي لاظهار خطورة ما يحدث علي مصر،‮ ‬لأن الأمر يشبه إعلان حرب علي دولة أخري،‮ ‬وعلي المجتمع الدولي وهيئاته ومؤسساته سرعة التحرك لوقف الأمر،‮ ‬وهناك عدة بدائل فنية لتحقيق متطلبات واحتياجات إثيوبيا من الطاقة والمياه وفي نفس الوقت عدم تعرض مصر لموت محقق‮.‬ يكفي أن تعلم انك بمجرد ان انتهيت من قراءة هذه السطور تراجعت حصتك من مياه النيل‮!‬