سفاح فى بيتنا.. مفاجآت فى قضية قاتل زوجته وابنه

الزوجة الضحية - الزوج  المتهم
الزوجة الضحية - الزوج المتهم

حبيبة‭ ‬جمال

 14 سنة زواج لم تكن كافية لذلك الزوج؛ الذي تجرد من كل مشاعر الإنسانية والأبوة؛ وبدم بارد قتل زوجته أمام أبنائه الصغار ودفنها في حوش البيت؛ مهددًا أطفاله من سيتكلم سيلقى نفس مصير الأم، مر شهر على مقتل تلك الأم المسكينة، ولم يصمد الابن الأكبر طويلا فما كان من الأب الجاحد الا أن يقتله هو الآخر ويدفنه بجوار والدته خوفًا من أن يبلغ عنه، ويعيش داخل البيت مع الجثتين ليلا ونهارا دون أن تهتز مشاعره أو تذرف عينه دمعة واحدة، ما سقطت من عينيه سوى دموع التماسيح يشارك أسرتها النواح والبحث عن زوجته وابنه، الذي حرر محضرًا بتغيبهما؛ وكأنه في تلك اللحظة ينطبق عليه المثل الدارج: «يقتل القتيل ويمشي في جنازته»..4أشهر مرت على تلك الجريمةالبشعة، اعتقد الزوج أنه أفلت من العقاب، والأبناء الثلاثة يموتون في كل لحظة مائة مرة؛ تارة بسبب مشهد والدتهم التي قتلها أمام عيونهم، وتارة أخرى خوفا من أن يقتلهم والدهم مثلما فعل مع شقيقهم الأكبر.. ماذا حدث في جريمة الإسماعيلية؟! وكيف سقط القاتل في قبضة رجال الشرطة بعد مرور 4 أشهر على ارتكابه الجريمة؟!.. في السطور التالية نسرد التفاصيل كاملة

كانت مثالا للزوجة الأصيلة، تحملت الصعاب ووقفت بجانب زوجها في أصعب أيام حياته، وفي لحظة غاب فيها العقل وسيطر الشيطان على الزوج، سولت له نفسه قتل زوجته بدم بارد، دمر بيته ويتم أولاده، ارتكب جريمته قبل أن يفكر أنه يقتل شريكة حياته وأن الضحية الوحيدة في هذا الموضوع هم الأطفال، فالزوجة ذهبت لخالقها، وهو ملقى خلف قضبان السجن ينتظر مصيره، ويبقى فقط الأطفال يتامى يحملون عارا يلازمهم طوال حياتهم، وفي ذاكرتهم أصعب المشاهد التي لن يمحيها الزمن من ذاكرتهم.

طريق المخدرات

الحكاية بدأت قبل 14 عاما من الآن، داخل محافظة الإسماعيلية؛ حينما تقدم عبدالرحمن إسماعيل للزواج من ياسمين أشرف، ومنذ الوهلة الأولى أحبته وهو أيضا زعم انه يحبها، توسمت فيه الخير، وأنه سيكون سندها في هذه الحياة، لم تقف أسرتها أمام حبهما ووافقت على الزواج، فياسمين كانت ابنة هادئة الطباع حظت باهتمام ورعاية الجميع، الكل كان يحبها ويفعل ما في وسعه من أجل سعادتها، وخلال حفل كبيرحضره الأهل والأصدقاء والجيران تزوجت ياسمين، وانتقلت للعيش مع زوجها في بيته، عاشت معه أيامًا من السعادة والحب، حتى رزقهما الله بأربعة أطفال؛ أكبرهم أدهم الذي يبلغ من العمر 13 عاما ولكن فجأة انقلبت الحياة بينهما من الهدوء للعاصفة، ومن الحب للكره، ومن العطف للقسوة والعنف؛ عندما سلك عبدالرحمن طريق المخدرات وتحديدا مخدر الشابو الذي دمر حياته ومستقبله، وأصبح عاطلا عن العمل، تحملت ياسمين الصعاب من أجل تربية أولادها، وكانت تساعدها والدتها في مصاريف الحياة، والزوج لم يحفظ الجميل بل كان يعتدي على ياسمين دائما بالضرب، ذاقت معه ألوانًا من العذاب؛ لدرجة  إطفاء السجائر في جسدها، ورغم أن أسرتها اقترحت عليها طلب الطلاق والانفصال لتنجو بحياتها، لكنها رفضت حتى لا تبعد عن أطفالها، فكانت آخر كلماتها لأسرتها: «أنا عارفة أنه هيقتلني بس أنا عايزه أموت وأنا مع ولادي»، ولم تكن تلك المسكينة تدري أن هذا سيتحقق بالفعل.

يوم الجريمة

يوم الواقعة، وحسب اعترافات الزوج المتهم أمام النيابة؛ أنه تشاجر معها ووصل الشجار حد التشابك بالأيدي، لدرجة أنه قتلها أمام أعين أطفالها الأربعة، دون شفقة أو رحمة، لم يتركها إلا بعدما أصبحت جثة هامدة، وبدلًا من أن يحاول إنقاذها، في دقائق معدودة قرر دفنها داخل حوش المنزل، مهددًا أطفاله من سيتكلم سيلقى نفس المصير، ثم خرج ليحرر محضرا باختفائها عن المنزل.

الأيام تمر، وأسرتها في حالة يرثى لها يبحثون عن ابنتهم في كل مكان، وهم لا يعرفون أنها قريبة منهم جدًا، لكنها جثة مدفونة في الرمال. 30 يومًا مرت على أطفالها الأربعة وكأنها30 سنة، يموتون في كل لحظة من الخوف والرعب، الكلمات لا يمكن أن تصف مشاعرهم في تلك اللحظة، كيف يأكلون ويشربون ويتعايشون مع أب قاتل وأم مدفونة في نفس البيت الذي يعيشون فيه، الابن الأكبر أدهم، لم يتحمل كثيرًا وبدأ يتكلم، فـ خاف المتهم أن يفتضح أمره، وبكل جحود وقسوة خلع قلبه ووضع مكانه قطعة من الحجارة أو أشد قسوة، وقتل ابنه بدم بارد هو الآخر، ثم دفنه بجوار الأم، وبنفس الطريقة ثم ذهب وحرر محضرًا آخر باختفاء نجله بأنه خرج يبحث عن والدته ولم يعد هو الآخر.

4 أشهر كاملين مرت على تلك الجريمة البشعة، اعتقد فيها المتهم أنه أفلت من العقاب ولن يكشفه أحد، وتغافل عن أنه لا توجد جريمة كاملة، ومهما مر الزمن لابد وأن تنكشف الأمور، وهذا ما حدث.

السقوط

السؤال الذي أصبح يدور في الأذهان: كيف سقط الأب السفاح بعد 4 أشهر من ارتكاب جرائمه في قبضة رجال الأمن؟!

شقيق المتهم اشترى ملابس جديدة للأطفال الثلاثة، وبدأ يتحدث معهم بضرورة أن يبحثوا عن شقيقهم أدهم حتى يشتري له هو الآخر ملابس جديدة؛ الطفل الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، قال لعمه بكل خوف وتلعثم في الكلام: «أنا عارف مكان أدهم وأمي بس خايف اتكلم»، حاول العم طمأنة الصغير، بعدها اصطحب الطفل عمه لمكان الجثتين، وشاور بيده وقال؛ «هنا جثة أمي وأدهم»، للحظات وقف العم في حالة صدمة، لا يصدق ما قاله ذلك الملاك الصغير، فقرر أن يحفر في الأرض ليتأكد، وكانت المفاجأة العثور على الجثتين عبارة عن هياكل عظمية، كاد العم أن يفقد عقله بسبب هول ما شاهده، فأسرع وأبلغ الشرطة بكل شيء، وتمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على المتهم، وبعدما اعترف ومثل جريمته، أمرت النيابة بحسبه ومازالت التحقيقات مستمرة.

والد الزوجة الضحية اصبح قعيد الفراش لا يتحرك بعدما أصيب بالشلل نتيجة ما حدث لابنته التي ماتت غدرًا في عز شبابها دون أي ذنب، وأم مكلومة محروق قلبها على فلذة كبدها وحفيدها، مطالبهما هي القصاص العادل حتى يرتاحا ويعود حق الضحيتين، لذلك وكلت الأم المحامي علي فلاح للدفاع عن حق ابنتها وحفيدها، وهما على يقين ان القضاء سوف يقتص لهما من جريمة هذا السفاح الذي لا يمكن أن يحمل لقب أب.

اقرأ  أيضا : يقتل زوجته بـ 8 طعنات امام اطفالهما لرفضها العودة إليه


 

;