من اهم معالم الطريق الي الثلاثين من يونيو ايا كانت احداثه او نتائجه، ميلاد قيادات جديدة للشعب المصري من جيل جديد يجب ان نفسح لها الطريق، ولان المشهد مضطرب والقيادات القديمة البالية، من الضروري توضيح الحرص علي وحدة الذاكرة المصرية، اي اتصال حلقات التاريخ المصري وتراتبيته، بحيث لا يتم محو فترة لتأكيد فترة اخري، ولا يجري تشويه شخصية لتأكيد حضور شخصية اخري لمجرد أنها تشغل موقعا في السلطة، لقد ثبت ان وعي الشعب المصري اقوي من جميع محاولات التشويه رغم تقدم وسائل التأثير ومحاولة تغيير الافكار الصحيحة، وايضا تنوع وسائل المراوغة، ان عفوية انتفاضة يناير والظروف التي احاطت بها بالنسبة لعدم بروز قيادة قوية منها او من الكوادر التي ظهرت في الواجهة من خلال الميادين والمظاهرات ادت الي تسهيل الانقضاض علي الانتفاضة، في المقابل لم تبرز المعارضة وجوها قيادية يمكنها ان تقود البلاد في مرحلة من اخطر مراحل تاريخها، صحيح ان بعض الوجوه المعروفة بتاريخها النقي الوطني موجودة بالفعل، لكنها ليست علي درجة من القوة بحيث تتصدي لمتطلبات الواقع، اما الوجوه التي ارتبطت بأحداث الانتفاضة ذاتها فكثير منها لم يعد محل ثقة لاسباب عديدة، واخري كانت محل ثقة واستجابت للاضواء وبعضها احترف العمل الاعلامي. كثير من الوجوه التي تم تلميعها زائف، ولعلنا نذكر نزول بعض الشخصيات الي الميدان في المرحلة الامنة الاخيرة لتسول الاعتراف للمرحلة الجديدة. جميع هؤلاء لا يصلحون لمواقع القيادة في المرحلة الجديدة التي يبدو واضحا ان الشعب يتأهل لها روحيا، وخلال هذا الخضم يمكن رصد صعود قيادات جديدة.