فى الصميم

هل تتحمل أمريكا مسئوليتها؟!

جلال عارف
جلال عارف

استئناف التفاوض فى القاهرة يعنى أن الفرصة مازالت قائمة لإتمام الاتفاق على وقف القتال فى غزة. لكن تطور الأحداث لا يسمح إلا بالقليل من الوقت لإتمام الصفقة أو الذهاب بالمنطقة كلها إلى تصعيد بالغ الخطورة على الجميع!

ما فعله نتنياهو ـ رغم جهود كل الأطراف وتحذيرات دول العالم ـ لا يترك مجالاً للشك حتى عند أقرب حلفائه بأنه يرفض التهدئة ويحاول شراء الوقت لكى يمضى فى حرب يعرف أن نهايتها تعنى نهايته السياسية ومحاسبته ـ فى الداخل ـ على فساده، ومحاكمته ـ فى الخارج ـ كمجرم حرب!!.. نتنياهو يعرف جيداً أن ما وافقت عليه حماس لا يختلف ـ فى جوهره ـ عما وافقت عليه إسرائيل. ويعرف أن أمريكا لم تكن بعيدة عن الصفقة المقترحة مع وجود رئيس المخابرات فى قلب المباحثات طوال الأسبوع الماضى.. لكن الرجل الذى ربط مصيره باستمرار الحرب لن يوقفها إلا مضطراً مهما زادت الضغوط!!

الآن.. ومع التصعيد الإسرائيلى فى "رفح" الفلسطينية والتهديد باستكمال الاجتياح للمدينة، يضع "نتنياهو" الحليف الأمريكى الأكبر لإسرائيل والداعم الأساسى لها أمام مسئولياته. لم يعد ممكناً لواشنطن أن تتجاهل المخاطر، ولا أن تبرر جرائم إسرائيل.. ولو بالصمت!! مسئولية إسرائيل عن تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار لم تعد موضع سؤال، والكارثة التى تبدأها فى "رفح" تعرف أمريكا جيداً عواقبها التى تحذر منها كل دول العالم.. فماذا ستفعل أمريكا التى وضعت نفوذها وراء تحقيق الاتفاق، والتى ظنت أنها قادرة على استخدام "ورقة رفح" دون انفجار الموقف؟!

تكشف واشنطن أنها منعت تسليم إسرائيل بعض الصفقات من السلاح المتقدم الذى يمكن استخدامه فى "رفح". كان هذا قبل بدء العمليات فى "رفحط وقبل محاولة إفشال صفقة وقف القتال التى قبلها الفلسطينيون. والسؤال الآن: هل توقف واشنطن هذا الجنون الإسرائيلى وتفرض اتفاق التهدئة وتوقف الانفجار القادم مع اقتحام رفح؟!..

ستستمر أمريكا دائماً فى دعم إسرائيل، لكن ذلك لا يمكن أن يعنى دعم جنون نتنياهو أو الخضوع للابتزاز الصهيونى الذى يقتل الفلسطينيين ويفجر المنطقة، ويقمع ـ فى نفس الوقت ـ شباب أمريكا حين يقول "لا" لكل هذا السقوط!!