فى الصميم

أى انقسام فى إسرائيل؟!

جلال عارف
جلال عارف

الخلافات العاصفة التى تضرب حكومة نتنياهو وصلت لمرحلة خطيرة مع الإنذار العلنى من الوزير «جانتس» بالإعلان عن برنامج الحكومة لإدارة الحرب وما بعد الحرب وإلا الاستقالة بعد ثلاثة أسابيع. ثم الردود العنيفة والعلنية من نتنياهو وحلفائه بن غفير وسيموتريتش، والتى تشير إلى استحالة استمرار التعاون بين أقطاب أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفاً.


ومع ذلك ينبغى أن يكون واضحاً أن الخلافات لا تنفى اتفاق الجميع على استمرار حرب الإبادة(!!) بل إن «جانتس» يقول إن نتنياهو لو استمع لنصائحه لكان اجتياح «رفح» قد تم منذ شهرين!! وقبله كان وزير الدفاع «جالانت» وهو يعلن أيضاً خلافه مع نتنياهو يواصل حشد القوات فى «رفح» ويعلن أيضاً الاستعداد لحرب أخرى ضد لبنان، وكان يشارك قادة الجيش والأجهزة الأمنية فى أن سوء إدارة نتنياهو ورغبته الأساسية فى أن تطول الحرب لأكبر فترة زمنية مع غياب أى أفق سياسى للحرب وما بعدها هو ما يعرقل الجهود العسكرية!!


الخلافات ليست على الحرب نفسها، ولكن على التخبط السياسى من جانب نتنياهو، وإغلاقه كل أبواب الحل السياسى لأنه يريد إعادة احتلال غزة واستباحتها للاستيطان، ويرفض أى حديث عن دولة فلسطينية أو أى كلام فى «حل الدولتين».. ولهذا كان صدامه مع «بايدن» رغم أن الرئيس الأمريكى مازال حتى الآن يرفض إنهاء الحرب، ولا يريد إلا أن تكون «العملية» فى رفح بلا كوارث مروعة تقضى على فرصته فى البقاء فى البيت الأبيض لفترة ثانية!
حتى استقالة «جانتس» ورفاقه فى حكومة الحرب لن تسقط نتنياهو لأنه سيظل محتفظاً بأغلبيته البرلمانية. الخطورة ستأتى أولا إذا كان وزير الدفاع «جالانت» سينضم للتحرك ومعه أعضاء آخرون فى حرب «الليكود». وتأتى ثانياً من أن «جالانت» يمثل رأى قادة الجيش الذين أعلنوا أن الحرب قد وصلت لطريق مسدود. وتأتى «ثالثاً» مع تعاظم حجم المظاهرات ضد نتنياهو بعودة «جانتس» لصفوف المعارضة، وبعودة جثث الرهائن بدلاً من تحريرهم.
كانت الحرب دائماً هى الوسيلة لتوحيد الإسرائيليين. أصبحت الآن هى الطريق لزيادة الانقسام بين شراذم المتطرفين.. والأكثر تطرفاً!!