أرشيف الأخبار| وصية عميد المسرح العربي على فراش الموت.. ما علاقة دار الأوبرا ؟

عميد المسرح العربي
عميد المسرح العربي

يُعد جورج أبيض عميد المسرح العربي، أحد أبرز رواد فن التمثيل في القرن العشرين، حيث ولد الراحل في لبنان 5 مايو 1880، وامتدت مسيرته المسرحية مخرجاً وممثلاً من 1910 إلى 1959. مثل جورج أبيض في المسرح والسينما ودرس في معهد الفنون المسرحية، وكان قد هاجر من بيروت إلى مصر عندما كان عمره 18 عاماً، حيث كان لا يحمل من الشهادات سوى دبلوماً في التلغراف قاده للعمل في سكك حديد الإسكندرية.

وفي عددها الصادر بتاريخ 12 مايو 1959 نشرت الأخبارفي تقرير مطول الوصية الأخيرة التي أوصى بها جورج أبيض وهو على فراش الموت..  وإلى نص التقرير:

مات جورج أبيض عميد المسرح العربي، وأخر كلماته التى قالها "عاوز أروح الأوبرا" ثم راح فى غيبوبة حتى أسلم الروح فى اللحظة التى وقف فيها المؤذن يؤذن لصلاة الفجر.

⁃ أروع نهاية فنية

انتهت حياة الفنان الذى تمنى أن يموت على خشبة المسرح، وشاء القدر أن يموت على فراشه فى المستشفى، ومع ذلك كانت نهايته أروع نهاية لأروع مسرحية.

⁃ بدايتها فى بيروت والبطل تلغرافجي

كتبت هذه المسرحية فى 60 عاماً بدأت فى بيروت وكان بطلها "تلغرافجي" وانتهت فى القاهرة وبطلها أستاذ المسرح العربى الذي أفنى حياته فى الفن, وعلم الفنانين معنى الكفاح، ووضع الأساس العلمي للمسرح.

⁃ اليوم المشهود وإسدال الستار

مكافأة جاءت قبل آوانها.. قبل إسدال الستار النهائي، يوم خالد في تاريخ جورج أبيض.. وجاء اليوم المشهود يوم إحياء الحفلة التي قدمت فيها المسرحية الشهيرة "برج ليل" ولم تكن هذه أول مرة يقوم فيها بدور رجل بريد، فقد سبق أن قام به على مسرح عباس بالمنشية عام ۱۹۰۲ بعد زيارة أرميني نوفيللي الشاعر .

ويقول أبيض أذكر يومها أننى نجوت من الموت بأعجوبة، فقد كنت أقوم بعمل أحدى بروفات المسرحية حين هوت على الأرض نجفة المسرح الضخمة .. وكان مقدر أن أروح ضحيتها لو لم أقوم من مكاني فجأة، وبسبب غير معقول ولكنها الحاسة السادسة التى جاءت إلي.

مثلت في ليلتها كما لم أمثل من قبل، كنت في أشد الحماس لأن أمنيتي في طريقها للنجاح.

- أحضر حقائبك

في الفصل الثالث من المسرحية دخلت حجرتي لاستبدل ملابسي، وإذا بباب الغرفة يفتح ويدخل أحمد زكي باشا ويقول لي بهدوء أحضر حقائبك. كانت هاتان الكلمتان من أحمد زكي باشا جواز سفر إلي دنيا الأمل، وقد جاءت الجائزة ونجحت وما هاتان الكلمتان إلا مكافأة جاءت قبل إسدال الستار...باريس في انتظارى والمجد في غد مشرق .

⁃ دوي في القاعة

وبعد إنتهاء المسرحية سمعت دوي في القاعة من التصفيق، وخرجت وأنا أمير بين الناس فلا أشعر بمن حولي من السعادة التى أغمرتنى.

⁃ استقالة جورج أبيض

في اليوم التالي كتبت استقالتي، وزرت أحمد شفیق باشا رئيس الديوان بناء على طلب من القصر، وسألني الرجل كم يكفيك في الشهر، قلت لرئيس الديوان : الذي قد سألني عن المبلغ الذي يكفيك، ثمانية جنيهات ذهبية تكفيني شهراً كاملا وكان هذا المبلغ قليل .

- بلد النور .. والجمال

سافرت فعلاً إلى الاسكندرية، يوم ٢٩ يوليو، رحلتى إلى بلد النور .. والجمال فهي العشق والحب إسكندرية التى أحببتها منذ طفولتى.