قريباً من السياسة

ذكرى تحرير سيناء مزيدًا من اليقظة والاستعداد

محمد الشماع
محمد الشماع

فى ٢٥ أبريل ذكرى تحرير سيناء لا يكفى أن نتغنى ببطولات الأبطال الذين حققوا النصر ولا أن نترحم على الدماء الطاهرة التى سالت على الأرض المقدسة لكى تفتح الطريق أمام استعادة الأرض فقط ولكنها ذكرى تفرض علينا أيضا مزيدا من اليقظة ومزيدا من الاستعداد إذ أن أغانى النصر لا تحقق النصر وحدها بل يجب أن ينشدها شعب بالكامل جنودا مسلحين ورجالا أشداء منتجين ونساء عاملات معلمات يساندن الرجال فى بناء الوطن.

وتحل ذكرى ٢٥ أبريل هذا العام فى ظروف استثنائية فالمنطقة توشك على الاشتعال، وأى تصرف مفاجئ أو منفلت سوف يؤدى إلى مواجهات عسكرية ضخمة، فالكل مسلح حتى الأسنان، والكل متأهب، ومصر بالطبع فى قلب كل تلك الأحداث، ولم يعد خافيا على أحد أن النصر لا تحققه بسالة الجيوش وحدها، بل إن الجبهة الداخلية التى تنتج وتسلح وتدعم وتقوم بدور لا يقل أهمية عن دور الجنود فى المواجهة، فالحروب الحديثة أصبحت صراع إرادات وقدرات شعوب على التلاحم لدفع أعدائها، وذلك يدعونا أن ننصرف عن سفاسف الأمور إلى معاليها، فنحن وإن كنا دعاة سلام، ليس لأننا لا نستطيع أن نتجنب المواجهة العسكرية، إن هى فرضت علينا فى أى لحظة، ولكننا قاتلنا حينما كان القتال ضرورة وفاوضنا حينما أصبح التفاوض من موقع القوة. لذلك فإن تماسك الجبهة الداخلية له نفس الأهمية التى تقع على الجيوش من حيث الاستعداد والتدريب.

ربما ينظر شباب هذا الجيل إلى وقائع تحرير سيناء على أنها حوادث عابرة إذ أنها سنوات معدودات بين احتلال سيناء وبين استعادتها، ولكن من عاصر تلك الأيام يعرف حجم المرارة وشجاعة التضحية، وروح الرجولة التى تفجرت فى أعطاف الوطن.

المجد كل المجد لشهدائنا الأبرار الذين سقطوا دفاعا عن بلادنا العزيزة، والمجد كل المجد للشعب المصرى البطل الذى يخوض معركة الاستمرار فى الحياة وبناء دولة جديدة وبناء حضارة جديدة تضاف إلى ما قدمه أجدادنا من مشاركة فى الحضارة الإنسانية والتاريخية. 

عاشت مصر حرة وعاشت سيناء عزيزة أبية.