الصيام.. شفاء للروح والأبدان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع قرب نهاية رمضان يجب التأكيد على أنه ليس فقط شهر الصيام والعبادة، بل هو أيضًا شهر الشفاء والتجديد للجسم والروح.. وبجانب أجوائه الروحية يعتبر تجربة استثنائية لتنقية الجسم وتخليصه من الأمراض، وهذا هو المكسب الذى يتحقق للصائم فى نهاية شهر رمضان خصوصاً إذا كان الصيام بشكل صحيح ومتوازن، فتكون النتيجة إعادة ضبط الجسم والتخلص من السموم، ما يسهم فى علاج ومنع العديد من الأمراض المزمنة من خلال الصيام التطوعي عبر كل شهور السنة.

◄ نوم أعمق وأصح

الصيام له تأثير ملحوظ فى العديد من جوانب صحة الإنسان، وتشير الأبحاث إلى أن الصوم يمكن أن يحسن جودة النوم عبر تنظيم الساعة البيولوجية للجسم، ما يساعد على تحسين النوم، فعندما يصوم الإنسان، يمكن أن يتسبب ذلك فى تغيير فى إفراز هرمونات معينة مثل الميلاتونين، المعروف بأنه ينظّم النوم.

تقول الدكتورة شهيرة لوزا، استشارى طب النوم، إن طبيعة الصيام وتغيير روتين النوم فى شهر رمضان يمكن استغلالها بشكل جيد لمن يعانون اضطرابات فى ميعاد النوم يوميًا، من خلال تنظيم الساعة البيولوجية، التى تعد إحدى الآليات الرئيسية التى يحسن بها الصيام جودة النوم، ويستمر ذلك النمط السليم مع الصائم بعد انقضاء شهر رمضان.. وقد أشار العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن النمط الذى يتضمن النوم المبكر بعد العشاء والاستيقاظ المبكر فى الفجر يمكن أن يكون له فوائد صحية متعددة، حيث يتوافق هذا النمط مع الإيقاع الطبيعى للجسم. وقد يساهم فى تحسين الصحة العامة وجودة الحياة.

◄ اقرأ أيضًا | كبسولة طبية| الفرق بين الدهون الصحية والدهون الضارة

◄ يساعد على التئام الكسور

عملية التئام الكسور من العمليات الحيوية المهمة التى يخضع لها الجسم لإصلاح الأنسجة واستعادة العظام إلى حالتها الطبيعية بعد تعرضها للكسر، وتلعب التغذية الجيدة والرعاية السليمة دوراً هاماً في تسريع عملية الالتئام. 

الدكتور خالد عمارة، أستاذ جراحة العظام، يقول إن جميع الأبحاث العلمية أكدت أن الانقطاع عدة ساعات عن الطعام والشراب لا يتسبب فى نقص أى فيتامينات أو معادن أو يؤثر بشكل سلبى على التغذية المقدمة للجسم، وكانت الدراسات قديما تشير إلى أن صيام رمضان لا يؤثر فى التئام الجروح أو الكسور أو الأنسجة، حتى تقدم العلم وظهرت أبحاث جديدة خلال الخمس سنوات الأخيرة لتشير إلى أن الصيام والامتناع المؤقت عن الطعام والشراب لا يضر الجسم أو الأنسجة بل على العكس يساعد على التئام العظام التى تعرضت للكسر وكذلك الأنسجة والأربطة ويحسن التئام الأعصاب ووظيفة الخلايا العصبية.

◄ مناعة حديدية

الصيام، بمفهومه الدينى أو الصحى، يمثل تجربة تعتمد على الامتناع عن الطعام والشراب لفترة محددة، وقد أظهرت الأبحاث العديدة فوائد صحية كثيرة لهذه العملية، منها تقوية جهاز المناعة، التى تلعب دورًا مهمًا فى الدفاع عن الجسم ضد الجراثيم والأمراض.

تتحدث الدكتورة إيمان مصطفى، أستاذ بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بالمركز القومى للبحوث، عن هذا الأمر قائلة إن الصيام له فوائد صحية كبيرة، خاصة على صحة جهاز المناعة.. وقد وُجد أن الصيام يسهم بدور كبير فى تقوية كلٍ من المناعة الطبيعية والمكتسبة، وبينت دراسة أمريكية أن الصيام لساعات طويلة يحفز نشاط جهاز المناعة فيتخلص من الخلايا الميتة أو التالفة التى لا يحتاجها الجسم ويساعد على إنتاج خلايا جديدة، كما أنه يزيد من إفراز مادة الإندروفين المسببة للسعادة التى بدورها تعدِّل من إنتاج الأجسام المضادة من الخلايا المناعية فتهدِّئ جهاز المناعة.

◄ علاج للنسيان وضعف الذاكرة

النسيان وضعف الذاكرة قد يحدثان نتيجة لعوامل متعددة، وقد يكون السبب هو كثرة التعرض للتوتر والضغوط النفسية، أو نقص التغذية المناسبة، أو بسبب عوامل صحية أخرى، وللوصول للعلاج السليم قد يستغرق وقتا طويلا وزيارة الطبيب مرارا وتكرارا.. لكن هل تعلم أن الصيام يمكن أن يكون فرصة ذهبية لعلاج كل ذلك؟!

يقول الدكتور عاصم أنور أبوعرب، أستاذ سموم وملوثات الغذاء بالمركز القومى للبحوث، إن ضعف الذاكرة أو النسيان هو أحد أشكال فقدان الذكريات التى تحدث للشخص نتيجة عوامل مختلفة، وقد أوضح علماء التغذية أن الصيام يحفز وظائف المخ ويعزز من صحة الجهاز العصبى وإنتاج الكيتونات التى تحفز إنتاج المخ لهرمونات تحسين المزاج مثل الدوبامين والسيروتونين وكذلك بناء الروابط بين الخلايا العصبية التى تعمل على تنمية الذاكرة وتحسين الحالة النفسية على المدى البعيد ويزيد من التركيز. وأشارت بعض الدراسات الى أن الصيام يعمل على تحسين عمل النواقل العصبية وتعزيز جين يلعب دورا مركزيا فى إنتاج الخلايا العصبية الجديدة فى الدماغ مما يؤدى إلى تحسين مناطق الإدراك والذاكرة فى المخ.