لماذا قرر العمالقة الانفصال؟ «غربلة» المدربين .. ظاهرة عالمية !

يورغن كلوب وتشافي هيرنانديز وتوماس توخل
يورغن كلوب وتشافي هيرنانديز وتوماس توخل

يبدو أن للاحترافية وضعاً مختلفاً ويتجدد كل فترة فى الكرة الأوروبية، من المعروف والمعتاد أن أكثر ما يؤرق إدارات الأندية هو عدم استقرار وضع الجهاز الفنى وبالتحديد المدير فنى، الذى لا يعد مدربا فحسب، بل مخطط استراتيجى للنادى، يحقق مكاسب فنية ومادية وتسويقية وذلك يختلف من ناد لآخر، هناك من يطمح لتحقيق الألقاب والمكاسب الفنية والمادية، وآخرون يبحثون عن مركز آمن فى جدول الترتيب واكتشاف لاعبين جدد يستطيعون من خلالهم الصرف على أنشطة النادى حينما يقومون ببيعه لناد آخر، فلهذا تختلف الرؤية، ويختلف وضع هذا النادى وذاك .

أما ما نحن بصدد الحديث عنه، فهو حدث ليس معتادا ومتكررا بكثرة وبشكل جمعى فى كرة القدم، أن يعلن ٣ مدربين الرحيل نهاية الموسم الجارى عن أنديتهم، وهم من كبار المدربين فى العالم ويديرون فنياً أندية تعد ضمن الأشهر والأبرز فى تاريخ كرة القدم، وهو ما يتعلق بالإسبانى تشافى هيرنانديز مدرب برشلونة الإسبانى، والألمانيان توماس توخيل مدرب بايرن ميونخ، يورجن كلوب المدير الفنى لليفربول الإنجليزى .

اقرأ أيضاً| رفعت وإريكسون وجهان لحادثة واحدة ولكن!! ..حادثة نجم فيوتشر تكشف عورات الطب الرياضي

يختلف القياس والتقييم الخاص بكل مدرب عن الآخر، وإن كان يورجن كلوب يختلف تماما عن وضع المدربين الآخرين، فهو يضع كلمة النهاية على مشوار امتد قرابة تسع أعوام بها الكثير من الإنجازات وليس فقط النجاحات، فقد أعاد ليفربول للواجهة من جديد ولمنصات التتويج، بعدما كان الفريق الإنجليزى فى حالة فراق لمدة ليست بالقصيرة مع البطولات وإسعاد جماهيره الغفيرة.

أما تجربة توخيل وتشافى مع أنديتهما لم تكن بنفس مدة ونجاح كلوب مع ليفربول.

البداية مع الخبر الأبرز والأهم، رحيل «مجدد» نجاحات ليفربول، الذى أعاد رونق النادى، وعزز هيبته وبات ضمن أبرز من تواجدوا فى الإطار التدريبى بأقوى دورى فى العالم «البريميرليج» .

كوّن يورجن كلوب مع جوارديولا المدير الفنى لمانشيستر سيتى ثنائية خاصة شبهها الكثيرون بثنائية أرسن فينجر المدرب السابق لآرسنال والسير أليكس فيرجسون المدرب السابق لمانشيستر يونايتد، فكان الثنائى هما الأبرز فى مجال التدريب بالدورى الإنجليزى واستمرا فى مهمتهما لسنوات عدة نافسا بعضهما على القمة فى سنوات لا تنسى، ولن تُمحى من ذاكرة عشاق البريميرليج.

الآن تُكتب نهاية منافسة أخرى بين بيب وكلوب، ثنائية مليئة بالمتعة الكروية، والتنافسية غير تقليدية، سرعات مهارات تحركات استفاد منها كل من شاهدها.
وإن كان التفوق الأكبر فيما يخص التتويج بالبريميرليج والبطولات بشكل عام يذهب لجوارديولا، إلا أنه من المعروف تاريخياً أن كلوب هو أكثر من فاز على جوارديولا خلال مشوار مدرب السيتى منذ خمسة عشر عاما أو يزيد .

ولم تكن مقارنة منافسة بيب وكلوب بمنافسة فيرجسون وفينجر فحسب، بل كانت تقارن بالمنافسة الكروية بين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسى حينما كانا مع ريال مدريد وبرشلونة وحوّلا الكلاسيكو لصراع رقمى بينهما .

أعلن كلوب أنه سيرحل عن ليفربول بنهاية الموسم، وأن طاقته تنفد لذا حان وقت الإعلان عن قراره، المدرب الألمانى حسم قراراه منذ شهرين، اتفق مع مُلاّك النادى على الأمر، وتعرضت جماهير ليفربول وعشاق الكرة الأوروبية للصدمة وكأن عامل محفز لمشاهدة كرة القدم بشغف سيُفتقد.

الكل يتكهن ببديل كلوب منذ إعلانه الرحيل، ليس من السهل اختيار مدرب يأتى بعد  مهمة أنجزها قبله من وضع اسمه بحروف من ذهب بتاريخ النادى، وبات فى قلوب عشاق الريدز محفوراً .

يتبقى من الموسم بطولتان ليورجن يسعى لأن يكونا خير وداع لجماهير النادى بنهاية الموسم، الدورى، والدورى الأوروبى بعد التتويج بكأس الرابطة والخروج من دور الثمانية بكأس الاتحاد، فكيف ستكون النهاية التاريخية لفترة يورجن كلوب؟

ومن الألمانى كلوب، لمواطنه توماس توخيل، الذى تم إعلان رحيله عن تدريب بايرن ميونيخ نهاية الموسم، إلا أن حالته مختلفة، بوصفه أُعلن رحيله من قبل الإدارة وليس من جانبه، وذكرت الإدارة أن نهاية رحلته فى البايرن جاء باتفاق مشترك بين الطرفين .

تولى توخيل مهمة تدريب البايرن منذ عام، وسيرحل بنهاية الموسم، وخلال العام اكتفى بالتتويج ببطولة الدورى الألمانى الموسم الماضى وهو الأمر المعتاد بالنسبة للبايرن وجماهيره.

أما الموسم الجارى، فهو مقبل على رقم سلبى سيسجل تاريخيا، بعدما بات قريبا من خسارة الدورى الألمانى بعد ١١ عاما متتالياً كان اللقب حليفا للعملاق البافارى.

وأصبح باير ليفركوزن مع مدربه الإسبانى تشابى ألونسو قريباً من انتزاع لقب سيبقى فى التاريخ وللتاريخ.

وعلى ذكر اسم ألونسو، فهو الاسم المرشح المشترك للأندية الثلاثة التى تم الإعلان عن رحيل مدربيها نهاية الموسم، برشلونة وليفربول وبايرن ميونخ وذلك بعد إنجازه التاريخى حتى الآن والحفاظ على سجله بدون هزائم خلال الموسم الجارى.

وبالعودة لتوخيل، فبالرغم من تسجيله رقم سلبى، فهو يبحث عن رقم قياسى إيجابى، وذلك حال تتويجه بدورى أبطال أوروبا للمرة الثانية فى تاريخه والسابعة بسجل النادى الألمانى.

وسيخوض النادى مواجهة مهمة فى ربع النهائى أمام آرسنال سيكون لها بريق ومتابعة خاصة.

أما تشافى هيرنانديز، فسيكون نهاية الموسم الجارى قد أمضى عامين ونصف خلال فترة تدريب برشلونة.

واكتفى خلال هذه الفترة ببطولتين، الدورى والسوبر الإسبانى.

ومازال أمامه فرصة دورى الأبطال الذى وصل فيه لمحطة ربع النهائى وبانتظار مصير المنافسة.

رغم أن تشافى استلم فريقاً به الكثير من النواقص الفنية، إلا أنه مع الوقت أبرم صفقات مهمة على رأسها المهاجم المميز روبرت ليفاندوفسكى، ولم يأت مردود النتائج كما هو منتظر على حجم الصفقات، ونجح ريال مدريد خلال فترة تشافى فى التفوق سواء بالمواجهات الفردية بين الفريقين أو التتويج بالبطولات.

يأمل تشافى كما هو الحال بالنسبة لتوخيل مع البايرن، أن يحصد دورى الأبطال أو على الأقل يصل للمحطة الأخيرة بالبطولة حتى يصبح له ذكرى تاريخية مع النادى يستطيع البناء عليها فى محاولات أخرى قد يتولى خلالها مهمة تدريب البارسا مجددا.

جاء رحيل المدربين الثلاثة عن أنديتهم بنهاية الموسم الجارى، أمر متفق عليه مع إدارات الأندية، وقد يصبح تقليداً فيما هو قادم خاصة إذا كان المدربون لديهم شعبية وتاريخ سواء كلاعبين أو خلال فترتهم كمدربين.