بقلم واعظة

جمهورية العلم

د.عزة المصرى
د.عزة المصرى

الإسلام دين علم، يدعو إليه، ويحث اتباعه على تحصيله، لذلك كان مستفتح الوحى الإلهى على رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الحق سبحانه وتعالى: (اقرأ باسم ربك الذى خلق)، والقراءة مفتاح العلم، ولقد استجاب المسلمون لتلك التوجيهات الإلهية فحققوا نهضة علمية شاملة، ولقد بلغ حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على العلم أنه جعل فداء الأسرى يوم بدر تعليم المسلمين القراءة.

واعتبر أن الساعى على تحصيل العلوم فى مرتبة المجاهد، ونفى القرآن الكريم المساواة بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وأخبرنا المولى عز وجل أن أخشى الناس له هم العلماء، وحينما جاء عصر التابعين وتابعيهم حقق المسلمون نهضة علمية فى مختلف الفنون والمعارف، وبلغت قيمة العلم أن المولى عز وجل أرشد رسوله صلى الله عليه وسلم أن يدعوه قائلا: «وقل ربّ زدنى علما».

فما أجمل هذه الآية الكريمة وما أروع معناها وهو الدعاء والطلب من الله عز وجل أن يزيد المرء علما لا مالا، ولا ميرة، ولا جاها..

وذلك لأن العلم هو الميراث الذى تضاء به الظلمات، وهو الراية العالية التى ترشدنا إلى ما فيه الخير، وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت معلما)..

فكان حريصا كل الحرص على تعليم أصحابه لإدراكه لمكانة العلم ولأهميته فى نهضة الفرد والمجتمع بل فى نهضة الأمة وتطورها على مَرِّ العصور.

والعلم يساعد على بناء جيل متعلم واع مثقف يستطيع التقدم بمجتمعه اقتصاديا وصناعيا وحضاريا ويحميه من سيطرة الأفكار والأكاذيب المضللة على أبناء المجتمع من فئات خربة تريد له الشر، وهو الطريقة الوحيدة للتغلب على المشاكل التى تواجهنا، لذلك كان من أُسُسِ الجمهورية الجديدة وضع استراتيجية لبناء التعليم باعتباره حجر الأساس فى الفكر والعقيدة والثقافة.