من الأعماق

الخُدج والرضع بأى.. ذنب قتلوا ؟!!

جمال حسين
جمال حسين

«كله تمام يا سيدى .. تمت السيطرة على مقر كتيبة الأطفال الخُدّج وسرية الأطفال الرضع فى مستشفى الشفاء، ووضعت قواتنا المسلحة يدها على التجهيزات الخاصة بغرف الإنعاش والجراحة، وأقسامِ الطوارئ والعمليات والولادة .. نجحنا فى تدمير قسم الأشعة وفجرنا قسمى الحروق والكلى ..قطعنا عنهم الماء والكهرباء والوقود .. وقتلنا أكثر من ١٠٠ من الأطفال ومرضى العناية المركزة ..

لكننا لم نعثر على أى من عناصر حماس ولم نجد أثرا للمخطوفين والأسرى ولم نعثر على أى أنفاق أسفل المستشفى لكن عثرنا على جهاز حاسوب يشتبه أن يكون خاصا بقيادات حماس وسيديهات وملابس عسكرية تشبه التى ترتديها عناصرهم أخفوها خلف أجهزة أشعة الرنين المغناطيسى « !!

ربما تكون هذه رسالة قائد القوات التى اقتحمت مستشفى الشفاء بغزة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلى بعد انتهاء قواته من إجراءات الحصار والتفتيش الدقيق لكل ركن من أركان المستشفى ليشهد العالم كذبة جديدة ومسرحية هزلية تراجيدية أشرف على إخراجها رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو بمباركة كفيله الرئيس الأمريكى بايدن !!

نعم ما أشبه الليلة بالبارحة فالتاريخ يعيد نفسه .. فى عام ٢٠٠٣ روجت أمريكا وحلفاؤها أن الرئيس العراقى صدام حسين يخفى أسلحة الدمار الشامل التى يمتلكها أسفل مطار بغداد وأماكن أخرى وكانت هذه ذريعة كافية لتحول الرأى العام العالمى ضد صدام لتبدأ أمريكا مخططها فى احتلال العراق وتفكيك جيشه الذى كان من أقوى الجيوش العربية فى ذلك الوقت ..وبعد سنوات اكتشف العالم عدم وجود أسلحة نووية بالعراق لكن بعد فوات الأوان !!

وها هو التاريخ يعيد نفسه .. مشاهد مروعة هزت ضمير الإنسانية إلا قلب ساكن البيت الأبيض الذى أصابه الخرف وأصبح يردد كالبغبغاء ما يتلوه عليه نتنياهو .. خرج على العالم يهذى ويقول إن إنسانية الجيش الإسرائيلى دفعته خلال دخول مستشفى الشفاء لأن يحضر معه حضانات للأطفال الخدج ومستلزمات طبية للمرضى !!

بعد اقتحام المستشفى لم تستطع إسرائيل بثّ أى دليل على وجود أنفاق أو أسلحة ولم تقدم فيديو لضبط أى عنصر من كوادر حماس الذين زعمت أنهم يقيمون غرفة عمليات فى نفق أسفل المستشفى

كارثة المستشفى حركت مشاعر مادس غلبرت مسئول البعثة الطبية النرويجية فصرخ يناشد العالم قائلا : إن الجيش الإسرائيلى هو الأكثر انعداما للأخلاق فى التاريخ وأنه جيش مثير للاشمئزاز وكشف عن ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولى مؤكدا أنه لم يكن ليسمح أحد بأن يجرى فى أوكرانيا ولا فى أى من الدول الغربية ما جرى فى غزة ولو كان الرضع بِيضًا لما وافق أحد على ذلك !!

ما حدث دفع ٥ دول هى جنوب إفريقيا وبنجلاديش وبوليفيا وجزر القمر وجيبوتى تتقدم رسميا للمحكمة الجنائية الدولية تطلب محاكمة قادة إسرائيل كمجرمى حرب فى جرائم ارتكبوها ضد الأطفال والنساء والمدنيين