بدون تردد

د. محمد حسن البنا يكتب: أم كلثوم

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

كغيرى من الملايين فى الوطن العربى والعالم، أعشق أغاني كوكب الشرق أم كلثوم، رحمة الله عليها. ومازلنا فى انتظار الصوت الذى يعوضنا عنها. وفوجئت بالتجربة البشعة التى قام بها الملحن عمرو مصطفى لتقديم أغانيها بتقنية الذكاء الاصطناعى كما يقول.

لا أخفي عليكم ما أصابنى من غثيان من هذه التجربة السخيفة. التى تشوه تاريخا عظيما للفن، وتراثا طربيا أصيلا، أصبح مميزا من القوة الناعمة لمصر فى العالم. ولا يجب السكوت أمامه.

لا اتفق مع صاحب التجربة الملحن عمرو مصطفى، وهو بالمناسبة فنان محترم وله أعمال عظيمة وألحان رائعة. لكن ماقاله: «بقالى أكتر من ثلاث سنوات بدرس المزيكا الجديدة وكنت بسأل هنروح فين وحتى ظهر الذكاء الاصطناعى». نعم استخدم الذكاء الاصطناعي فى الجديد من الأغنيات، واترك لنا تراثنا كما نحب. لا يخفى عليك، أخى الكريم، أننى، وغيرى، تسليتنا الوحيدة قبل النوم الهادئ، مشاهدة وسماع أغانى أم كلثوم، من قناة روتانا، التى استولت على تراثنا الفنى كله!.

لا يهمنى ما بينك وبين المنتج الفنى محسن جابر، ولا حتى الخناقة مع ورثة أم كلثوم. هذا تراث الفن المصري، وعلى الحكومة الحفاظ عليه. الثروة الفنية القوة الناعمة لمصر، وتتم محاربتها من دول وهيئات عالمية، لكنها لا تستطيع محوه إلا بمثل ما تفعل ياعمرو. للأسف انت، دون ان تدرى، تسهم فى طمس الهوية الفنية المصرية!. أذكر ان الكاتب الراحل العظيم سعيد سنبل كتب يوما ينتقد الفنان محمد سعد حين تجرأ باداء اغنية ام كلثوم «حب ايه» بطريقة المهرجانات، وأعتقد انك ترفض ذلك ايضا.

لا يعنى السكوت على أغانى المهرجانات تدمير تراث مصر الفنى. بل واجبك الحفاظ عليه. أتفق مع ما قاله محسن جابر: لا يجرؤ أحد أن يستخدم الذكاء الاصطناعى، لاستحضار صوت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، أو استعمال اسمها وصورتها فهناك حقوق أدبية أبدية غير قابلة للتقادم.
دعاء: اللهم احفظ مصر وقوتها الناعمة.