ورق العنب عند البيزنطيين، كان رمزا دينيا، أخذه المصريون وحشوه وأكلوه، الحمام رمز السلام، أخدوه حشوه وأكلوه، الناس قالت: هم فى البتنجان، أخدوا البتنجان وحشوه وأكلوه، وجاء أناس قالوا: دى بقى كوسة، أخذوها وحشوها وأكلوها!
وعن الملوخية التى قالوا عنها: أكلوا ملوخية، وصاروا أفندية، قصة: فقد دخل القائد جوهر الصقلى مصر، وأقام الخليفة المعز لدين الله فيها، وكان يشكو دائما من التهابات فى المعدة، فوصف له الأطباء دواء من أوراق نبات الكوريت، فأمر بأن تُزرع أشجاره فى حدائق العاصمة، وكما فعل، فعل رجال دولته وحاشيته المقربين، فزرعوه بحدائق منازلهم، وبمرور الوقت استحسنوا مذاق أوراقه، فأضافوه إلى قائمة خضرواتهم المطهاة.
وعُرف الكوريت باسم الملوكية، لأنه كان طعام الملوك، وطال الاسم بعض التغيير على ألسنة المصريين، فأطلقوا عليه: ملوخية.
ومرت الملوخية بأزمة عنيفة، كادت تقضى عليها، لولا تمسك المصريين بها، فقد أصدر الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله أمرا بمنع زراعتها أو أكلها، لكراهيته الشديدة لأهل دمشق، الذين يـعود أصلهـــــم للخليفـــة الأمــــوى معاوية، الذى كان يعشق الملوخية، رغم أنه كان قد رحل قبل ذلك، بأكثر من 200 عام!
استاء المصريون من قرار الحاكم، وقاموا بزراعتها فى أماكن مخفية، لا يعلم عنها الحاكم أورجاله شيئا، لأنه كان يأمر جنوده بقتل بائعيها فى العاصمة، ولكنهم أدخلوها مهربة، إلى أن عادت الأمور إلى نصابها بعدما اختفى الحاكم بأمر الله فى ظروف مريبة، وبقيت الملوخية!