حروف وأرقام

الحلو .. يكْمل

محمد على
محمد على

تمر الأيام وتدريس المثلية والتسامح معها بإحدى المدارس مستمر.. لن أكتب على المخالفة للقيم.. ولا عن أن الفعل الشاذ منبوذ.. ولا عن التربية الجنسية السليمة.. حرمها الله عز وجل وعذب منذ زمن أهل لوط وجعل عاليها سافلها.. سأكتب عن المعلم.. ذكرنى هذا بالأول.. كل اهتماماته أن يدرس المادة العلمية فقط.. مدرس.. لا يهتم بأولادنا ولا طريقتهم فى التعامل فيما بينهم.. لا يعترض على لفظ أو فعل.. بالنسبة له أولادنا محفظة مالية، ولا يفرق معه ما يعلمهم حتى لو التسامح مع المثليين.. وكان أستاذ رزق معلم اللغة الإنجليزية بمدرسة الطبرى روكسى..

ما زلت أتذكره واقفا بجوار النافذة وانا بالصف الثانى الثانوى.. متكئا بيده اليمنى على النافذة ويشير باليسرى على السبورة.. يعلمنا اللغة ويعلمنا كل شيء.. القيم.. الأخلاق.. النظافة.. كيف ننجح ونتفوق فى حياتنا العملية والعلمية.. كان يخصص تلك الدقائق الثرية من حصته لأبنائه وأصدقائه.. لم يكن مدرسا.. وعند أذان الظهر يدعو المسلمين منا للذهاب إلى الصلاة ويقول: سيتوقف الشرح والتعليم حتى تعودوا.. كان مسيحيا.. هكذا نشأنا.. هكذا علمونا.. وكان ابنى هذا العام يعانى من حالات مفرطة فى التفكير.. تائه لا يدرك ما يريد.. وبسبب وبدون اعتقد أنه لا يريد أن يتعلم وامتنع عن الذهاب إلى المدرسة وانتهت بعدم ذهابه إلى الامتحانات نهاية هذا العام الدراسى العملية. تذهب الأم إلى مدير مدرسة جابر الأنصارى تطلب إذنا لتأجيل الامتحان لليوم التالى لعلنا نجد حلا.. تحكى وتشكى.. ويرد محمد الحلو بعد سماعها بأن الامتحان لا يهم.. المهم هذا الرجل الصغير.. يطلب لقاءه.. ويصر.. يذهب عبدالرحمن إلى مدير المدرسة ونتذكر جميعا كيف كان هذا اللقاء.. نصف ساعة وأكثر.. الطالب والمدير. احتضن مدير المدرسة ابنى.. يطلب رقمه الخاص.. يحدثه.. يطمئن عليه.. لم أسأل ابنى عما دار ولن أسأل لأننى تأكدت أنه فى يد أمينة يد «الحلو».. وذلك بسبب أن ابنى عاد إلينا.. أصبح يريد تلك الحياة مرة أخرى.. يتحدث ويجلس معنا بعد أن كان فى عزلته لأكثر من 3 أشهر. كهؤلاء يجب أن يكون كل معلم وأشدد عليها وأتمنى أن تنتهى كلمة مدرس، يا ليت كل المعلمين مثل الأستاذ رزق والأستاذ محمد الحلو وأقولها لك أيها المدير بعكس المثل ان «الحلو يكمل» بك.