وش تانى

وش تاني| «هيلجا» فى محكمة الأسرة بسبب أزمة نسب!

ريشة : محمد صبرى
ريشة : محمد صبرى

عبد‭ ‬الصبور‭ ‬بدر

ظنت هيلجا أن “موهمد” سوف يطير من الفرحة حين تخبره أنها حامل، ولكنها فوجئت بالذكر الشرقي استيقظ بداخله، ووجهه جاب 100 لون وهو يرد عليها قائلا:

 • حامل؟!.. حامل إزاي؟

 • هامل في إبننا موهمد

 • ابننا أيه بس.. انتي مش مكسوفة من نفسك يا هلجا..

 • واتكسف ليه موهمد.. هو أنا عملت هاجة جلط

 • أكبر حاجة غلط.. 

 • يعني أيه موهمد

 • الحمل ده يا بنت الناس بيجي بعد الجواز.. مش قبله.. 

 • وهتفرق ايه موهمد؟

 • تفرق أيه.. تفرق الفضيحة يا هيلجا.. وبعدين إنتي مش خايفة من أبوكي لا يشم خبر ويغسل عاره ويتاويكي

 • أنا هُرّة موهمد.. وبابا لما يأرف إن ليه هفيد هيفرح ويوافق على جوازنا

 • ماهو أكيد هيوافق.. لأنك مرمغتي شرفه في الطين.. هيوافق عشان الناس متاكلش وشه.. ويقدر يرفع راسه تاني قدام الخلق 

 • انت مش فرهان موهمد إني هامل في إبننا

 • وانا إيش دراني لامؤاخذة يعني إنه ابننا.. ولا قالولك إني مختوم على قفايا.

 • إنت بتقول أيه موهمد؟!

 • بقول يا هيلجا إنك تنزلي المصيبة اللي في بطنك عشان سمعتك ماتتمرمطش 

 • مصيبة أيه موهمد.. إنت مش عايز تأترف بابنك؟

 • هتقوليلي ابنك تاني.. بقولك أيه.. هو انتي عشان علمتيني القراية والكتابة بالألماني.. أتجوزك بالمصري.. لأ فوقي.. أنا برضه ابن بلد ومدقدق.. وكمان ليا نظرة في اللي قدامي

 • انت بتقول أيه موهمد؟

 • بقول يا هيلجا.. إن اللي فرطت في شرفها مع واحد.. ممكن تعمل كده مع اتنين وتلاته.. اشمعنا أنا يعني في الآخر اللي أشيل الليلة. وغمز لها بعينه في إشارة إلى أنها بنت مش تمام.

 

لم يتوقع محمد أن هيلجا سوف ترفع ذراعها وتلطمه على وجهه وهي تصيح: إخرس.. ولكنه امتص غضبه واكتفى بتصويب ابتسامة شامتة  نحوها وهو يراها تغادر شقته مكسورة الخاطر، ظنا منه أنه كسب المعركة، وأسرع بعدها يلملم حقيبة ملابسه قبل أن يطير على مصر.

***

رجع محمد إلى القاهرة واحد تاني خالص.. صبي الورشة الذي لا يجد قوت يومه أصبح رجل أعمال كبير، يمتلك شركة عالمية، وحساب في البنك بالملايين، وبطل ملاكمة تتحدث عنه الصحف وتستضيفه القنوات.

 وبعد أقل من عام فوجئ بـ “هيلجا” تفسد عليه سعادته، وهي تأتي من ألمانيا لترفع عليه دعوة نسب في محكمة زنانيري، ووجد نفسه مضطرا للمثول أمام القضاة، ليصبح فرجة للي رايح واللي جاي. 

استعان محمد بكتيبة محامين حتى يتهرب من الاعتراف بابنه، وحين وصلت الأمور إلى طريق مسدود، نصحوه بأن يرمي لها قرشين لتحل عن سماه، واضطر لتوقيع شيك بمليون جنيه، مزقته هيلجا وهي تصر على مواصلة إجراءات التقاضي حتى تتمكن من استخراج شهادة ميلاد لابنها “كوستا” من السجل المدني.

ألزمت  المحكمة محمد بإجراء تحليل  DNA في قضية نسب طفله، ورفض محمد وهو يقسم للقاضي بشرفه إن الواد مش ابنه!

 وبعد ما يقرب من ثلاث سنوات حكمت المحكمة بإثبات نسب كوستا إلى والده محمد وإلزامه بالنفقة، لتعود الخواجاية “هيلجا” بابنها إلى ألمانيا مرفوعة الرأس.

 ومنذ ذلك الوقت ومحمد يرسل إليها مبلغا محترما (باليورو) كل شهر لمصاريف الواد في المدرسة ثم الجامعة، إلى أن مات محمد، فعاد كوستا إلى القاهرة يطالب بحقه الشرعي في الميراث.