مطلقة تحت الطلب!

انفجر الدم في عروقه ساخنًا مجنونًا، وأصبح لا يرى أمامه غير شعلة حمراء يتدفق على إثرها الدم ويتسارع في عروقه، وبنظرات غيظ وحنق اتخذ القرار.

جلست الزوجة داخل الأرض الزراعية، في انتظار طليقها وسط الأغصان التي ترتجف متأففة، تمني نفسها بعودة الحياة الزوجية بينهما مرة أخرى بعد أن وعدها، ولم تعلم بأن كل ثانية كانت تمر تقترب أكثر من النهاية.

تورّد خداها، وانبسطت أساريرها عندما سمعت خطواته تقترب منها، أمطرها بكلمات الغزل، والاشتياق ووعدها بعدم الانفصال مرة أخرى حتى استلسمت وضعفت أمام كلماته المعسولة ونظراته التي تخفي وراءها بريق الانتقام، وبعد أن عاشرها معاشرة الأزواج، حانت ساعة الصفر، اتسعت عيناها ذهولًا، وتراجعت في ذعر حيث فوجئت به ممسكًا بسكين وانقض عليها كالذئب الجائع المتشوق للدماء وطعنها عدة طعنات.

وبصوت مختنق مبحوح تتوسل إليه لكنه هم بتكميمها بالإيشارب كي لايسمع صوت أنينها وهي تسارع الموت، واستولى على هاتفها المحمول، وبخفة الثعلب سابقت قدماه الرياح، وتركها تلاقي مصيرها المحتوم.

أخطر الأهالي الرائد يوسف الجندي، رئيس مباحث مركز طنطا بعثورهم على جثة الزوجة، وبتقنين الإجراءات وعمل التحريات المكثفة، تبين أن وراء الجريمة طليق المجني عليها الذي اعترف بصحة الواقعة أمام اللواء أيمن لقية مدير المباحث الجنائية، والمقدم أحمد العايدي مفتش مباحث مركزي قطور، وطنطا وذكر في أقواله أنه عزم على الانتقام من مطلقته بعدما اكتشف سوء سلوكها، وعلاقاتها المحرمة، وأنها كانت تحت الطلب لراغبي المتعة الحرام.

تقرر حبس المتهم الذي تبين أنه مسجل خطر سرقات، وسبق اتهامه في 8 قضايا آخرها الاعتداء على والده بالضرب، وصرحت نيابة مركز طنطا بدفن جثة الزوجة بعد العرض على الطب الشرعي.