بدون تردد

نحن وعيد العمال

محمد بركات
محمد بركات

اليوم الأول من مايو يحتفل العالم ونحن معه بعيد العمال، جرياً على العادة التى تم الأخذ بها على مر السنين، منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الآن، لإحياء ذكرى انتفاضة العمال فى مدينة «شيكاغو» الأمريكية.

كان الحدث هو الانتفاضة العمالية الرافضة للنظام الجائر للعمل، الذى كان سائداً فى ذلك الوقت، ويتم بمقتضاه إجبار العمال على العمل لساعاتٍ طويلة وممتدة فوق طاقتهم، مما دفع العمال للاحتجاج والمطالبة بألا تزيد ساعات العمل على ثمانى ساعات فى اليوم.

ورفع العمال فى احتجاجهم شعار «ثمانى ساعات للعمل وأخرى للنوم ومثلها للراحة وممارسة طقوس الحياة الضرورية»،...، ومنذ هذا التاريخ «الأول من مايو ١٨٨٦» وحتى الآن طرأ على معنى ومضمون هذا الاحتفال متغير كبير، بحيث اتسع وامتد ليصبح دالاً على إعلاء قيمة العمل، ومؤكداً على أن الطريق الصحيح والوحيد لتقدم الدول والأفراد هو العمل والإنتاج.

وفى هذا الإطار سعت كل الدول لترسيخ هذا المعنى وذلك المضمون، فى أذهان ونفوس كل مواطنيها وشعوبها،...، وهو ما يجب أن نسعى إليه نحن أيضاً بكل الجدية والاقتناع والإصرار، إذا ما أردنا التغلب على مشاكلنا الاقتصادية، ووضع الأساس الصحيح والصلب لبناء الدولة القوية الحديثة التى نتطلع إليها.
وهذا يمكن أن يتحقق إذا ما وضعنا الانشغال بالعمل فى مقدمة اهتماماتنا، وسعينا إلى الإجادة والجدية فى عملنا، وزيادة حجم الإنتاج بكل الطرق والوسائل الممكنة والمتاحة، وجعلنا من العمل قيمة مقدسة نتمسك بها جميعاً.

ولعلى لا أتجاوز الواقع إذا ما قلت، إن الضرورة والواجب يحتمان علينا جميعاً، أن نرفع شعاراً قوياً وصحيحاً الآن وفى كل وقت، بحيث يصبح هدفاً دائماً لنا، وهو أن ننتج كل ما نستهلكه وكل ما نحتاج إليه، وأن نزيد فى الإنتاج للتصدير، وأن تصبح علامة «صنع فى مصر» حقيقة واقعة بالداخل والخارج نفخر بها فى كل مكان وزمان،...، وأملى أن يتحقق ذلك بكل الصدق والاقتناع .