لحظة صدق

شرايين الحياة إلى سيناء

إلهام أبو الفتح
إلهام أبو الفتح

لأول مرة سيصل قطار من أسوان إلى سيناء ليصبح شريانا جديدا يربط شبه جزيرة سيناء بالوطن الأم كما ربطتها من قبل ستة أنفاق، فسيناء جزء عزيز من مصر فهى الأرض المقدسة، معبر الديانات السماوية، وكرمها الله بذكرها فى القرآن الكريم فى قوله تعالى (والتين والزيتون وطور سينين)، وكرمها سبحانه وتعالى بعبور أنبيائه لأراضى سيناء نحو وادى النيل.. فعبرها الخليل إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها موسى بن عمران عليه السلام وبها تلقى الشريعة من ربه.

وعبرها السيد المسيح وأمه مريم عليها السلام.. ومع احتفالات عيد تحرير سيناء كنت سعيدة جدا بخبر تسيير أول قطار وإنشاء طرق وفتح وإصلاح طرق ورصف طرق وتسيير قطارات وفتح أنفاق هى شرايين حياة ممتدة تربط بين هذه الأرض المقدسة وباقى الوطن، فعلى مدى التاريخ كانت سيناء هى الحصن الحامى، حمتنا ضد هجمات الهكسوس والتتار والصليبيين والإسرائيليين وستظل سيناء هى القلب وهى العصب والحماية والأمان، ومع دخول أول قطار إليها أشعر أنها عادت الينا كاملة فقد امتدت اليها يد التعمير والبناء الحقيقى، فلأول مرة منذ 56 عاما تشق السكة الحديد الصحراء ويعبر أول قطار أرض سيناء قادما من أسوان بعد إعادة تأهيل ورفع كفاءة خط سكة حديد "الفردان - طابا"، بعد أن تعرض للسرقة عام 2011. وما أسعدنى ليس وصول السكة الحديد اليها فقط ولكن اكتمال ربطها بالكامل بوادى النيل، فقد اصبح لدينا ٦ انفاق تم بناؤها فى وقت قياسى يعتبر معجزة بكل المقاييس وصحراء سيناء التى تحولت الى مزارع خضراء وأصبح فيها ٨ جامعات، ٣ جامعات حكومية، و٥ جامعات أهلية، بالإضافة الى العديد من المدارس سواء الحكومية أو اللغات لتخلق تجمعات عمرانية وتنموية كبيرة تجذب الطلاب وأولياء الأمور ويتحقق الحلم وتصبح أرض سيناء هى الامتداد والعمق الحقيقى لمصر يسكنها المصريون ويعمرونها فهى اغلى جزء من أراضينا دفعنا ثمن عودتها غاليا من دماء شهدائنا الأبرار وأعدناها بمعارك حربية ومعارك دبلوماسية ونزاعات قضائية انتصرنا فيها.. حتى عندما ظهر الإرهاب استطاعت مصر أن تقضى عليه.

سيناء ستظل هى الدرع وهى الحماية ضد أى هجوم من الشرق وهذا يأتى وسط قلق واضطرابات على حدودنا الشرقية ولكن مصر لا تفرط وجيشها لا يفرط ولن نفرط أبدا فى سيناء، وستظل تلك البقعة العزيزة الغالية فى قلب كل مصرى.