يحدث فى مصر الآن

توحش إسرائيلى

يوسف القعيد
يوسف القعيد

أتابع ما يجرى فى فلسطين المحتلة. وقلبى ينزف ألماً لأن الموقف يزداد سوءاً والدنيا كلها تبدو متعاطفة مع الشعب الفلسطينى البطل وتكتفى بذلك. فى مواجهة الغطرسة الأمريكية وانحيازها لإسرائيل، تبدو مصر داعمة بشكلٍ كامل لأشقائها الفلسطينيين. ابتداءً من الرئيس عبد الفتاح السيسى، وصولاً لأبعد مصرى غرباً أو شمالاً أو جنوباً.

وسط هذا الجو لا نرى غير التصعيد الخطير من العدو الصهيونى يحاول خلق واقعٍ جديد على الأرض، والعالم يتفرج. بل إن الأخبار الخارجة من واشنطن تقول إن الموقف الأمريكى الحقيقى يُحمِّل حماس مسئولية فشل المفاوضات.

وعدد الشهداء يزداد فى كل لحظة.. إن الشهداء الفلسطينيين يتفوقون على أى قُدرة على أن تُحصى أرقامهم. وبعض دول الدنيا ينطبق عليها المثل الشعب المصرى القائل: «ودن من طين وودن من عجين».

فالفلسطينيون ابتداء من حماس حتى الدولة الفلسطينية يُرحِّبون بأى محاولة لوقف الحرب. وكل مسئول إسرائيلى يتحدث بأن موافقات العرب خدعة. وأن الاحتلال مُصمِّم على استكمال عملية رفح، ويُطالب أهلها بإخلاء المكان. لم يتوقف العالم عن التنبيه بكارثة فى الطريق. وأن نيتانياهو لا يفعل سوى رفض الاتهامات الداخلية له بأنه السبب فيما جرى. ثم يستمر فيما يفعله سعياً وراء الهدف الجوهرى وهو إخلاء رفح الفلسطينية. 

الأزهر الشريف بقيادة العالم الجليل الشيخ أحمد الطيب يُحذِّر من مُخططات صهيونية لإحكام الحصار على غزة. ومُفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام يُدين بأشد العبارات استمرار الهجمات الوحشية الإسرائيلية على رفح.

وهكذا يبدو لنا أن العدو الإسرائيلى والحليف الأمريكى فى جانب، والدنيا بالجانب الآخر دون مبالغة.

فكل المنظمات الإغاثية فى العالم تُحذِّر من عواقب كارثية بسبب الخطة الصهيونية المُروِّعة، والتى تهدف إلى إبادة البشر وحرق الأرض وتدمير كل ما هو موجود فوقها. هذا يحدُث رغم الزمن الذى نعيشه والغرب الذى صدَّعنا بكلامه عن حقوق الإنسان وهو مدعو الآن أن يتكلم فقط عن حقوق الفلسطينيين تجاه من اغتصبوا أرضهم وتاريخهم ومستقبلهم وأفقدوهم كل مبررات استكمال الحياة فى الزمن الآتى، هذا إن كان هناك زمن آتٍ فعلاً بالنسبة للفلسطينيين.

وإن كانت بعض الأطراف الأوروبية تتجه إلى إدانة الإعلام وكأنه السبب فى كل ما جرى، ويبثون حالة من الكراهية للصحافة والصحفيين الذين لولاهم ما أدركنا هول المأساة التى تجرى فى فلسطين.

والمحنة لا تحدث اليوم فقط. بل إنها تاريخ قديم، ولا يمكن القول إنها تعود إلى 1948، فقبل ذلك بسنوات بدأت العصابات اليهودية فى شراء الأراضى والتمكُن منها والإقامة فيها. كان هذا يجرى حتى قبل قيام الكيان الصهونى المعتدى.

فهل من أمل؟!.