..حققت الشرطة المصرية معجزة حقيقية وفقًا لكل المقاييس الأمنية خلال الـ 13 عاما الماضية.
المنظومة الأمنية المصرية تضررت بشكل كامل وفقدت معظم سياراتها ومعداتها خلال أحداث يناير 2011 وتعرضت مقارها ومنشآتها بما فيها وزارة الداخلية نفسها وأقسام الشرطة والسجون لهجمات ممنهجة عن طريق الاخوان وغيرهم من الموتورين الذين ساروا وراء الموجة السائدة في هذا الوقت وأحرقوا كل ما طالته أيديهم ودمروا كل ما استطاعوا تدميره .
وتوقع كل الخبراء والمتابعين أن تستغرق عملية بناء المنظومة الأمنية من جديد 10 سنوات على الاقل لتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها الأجهزة الامنية المصرية .
وبدأت وزارة الداخلية مرحلة البناء من نقطة الصفر وتم تحديث اسطول السيارات بالكامل وإعادة بناء الاقسام والمنشآت التي تعرضت للتخريب، وتم اعادة تسليح الضباط والافراد بأحدث الاسلحة والمعدات وإمدادهم بأحدث الوسائل التقنية التي تساعدهم في مواجهة التحديات الامنية الخطيرة بكل أشكالها.
مرحلة البناء لم تمض بسلاسة ويسر بل شهدت مضايقات من الإخوان الذين كانوا يجلسون على رأس السلطة في هذا الوقت ، ومحاولات مستمرة لاختراق وزارة الداخلية وتفريغها من القيادات الأمنية الماهرة وخاصة في قطاع الامن الوطني الذي يحمل تاريخًا طويلا وخبرة فائقة في اساليب التعامل معهم ومع غيرهم من جماعات الاسلام السياسي.
وكانت المفاجأة التي ترقى لدرجة المعجزات ان المنظومة الأمنية المصرية استعادت عافيتها خلال أشهر قليلة ، وتجلى هذا واضحا في فض اعتصام رابعة المسلح وكذلك اعتصام ميدان النهضة بأقل قدر ممكن من الخسائر البشرية والمادية.
ووقف رجال الشرطة المصرية كتفا بكتف مع اخوتهم من رجال القوات المسلحة في مواجهة موجة الارهاب العاتية التي تفجرت بعد الاطاحة بحكم الاخوان ودميتهم في القصر الرئاسي محمد مرسي.
وكان الثمن غاليا متمثلا في عشرات الشهداء الذين جادوا بأرواحهم في الدفاع عن أمن مصر وسلامتها ضد عناصر إجرامية خطيرة جاءت من كل إنحاء الدنيا مدعومة من أجهزة استخبارات تابعة لدول كبرى بهدف انقاذ المشروع الإخواني الذي ظلوا يعدون له منذ عقود.
ولم تكن الحرب ضد الإرهاب هي الحرب الوحيدة التي خاضتها الشرطة المصرية في تلك الفترة وانما كانت هناك حروب اخرى في مجال مكافحة الجرائم الجنائية واحباط محاولات اغراق البلاد بكميات هائلة من المخدرات والاسلحة التي اعتقد مهربوها أن الوقت سانح لتهريبها إلى مصر أثناء انشغال الاجهزة الامنية بالحرب ضد الارهاب فضلا عن عدم تعافيها بشكل كامل.
ولكنهم اصطدموا بيقظة رجال مكافحة المخدرات وامن المنافذ والموانئ الذين احبطوا عشرات المحاولات لإغراق البلاد بالسموم.
وبدأت اجهزة البحث الجنائي في العودة الى معدلاتها العالية والطبيعية في مجال ضبط الجرائم الجنائية بكل انواعها.
ولم تكتف اجهزة وزارة الداخلية بالنجاحات الكبيرة التي حققتها في مواجهة الإرهاب والجرائم الجنائية بل امتد دورها إلى النشاط المجتمعي والمشاركة بفاعلية في تخفيف الأعباء الملقاة على المواطنين من خلال توفير جميع السلع الغذائية الاساسية عن طريق منافذ أمان التي انتشرت في جميع المحافظات.
هي بالفعل معجزة حقيقية .. وسيأتي الوقت المناسب للحديث عنها باستفاضة وتناول الدور الكبير الذي لعبه رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.
كل سنة واخوتنا وأبنائنا من رجال الشرطة بخير وسلامة .. داموا لمصر ودامت بهم مصر قوية وآمنة وسالمة.