في موقف مناقض لواشنطن.. بروكسل تؤكد التزامها بمبدأ «صين واحدة» بشأن تايوان

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في ظل التصعيد المستمر للتوترات بين الصين والولايات المتحدة حول تايوان، تبدي بروكسل قلقها العميق من احتمال اندلاع صراع عسكري في المنطقة، إذ حذر جوزيب بوريل، ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، من خطورة هذا السيناريو على الاستقرار الإقليمي والعالمي، مؤكدًا رفض الاتحاد لأي حل عسكري في هذه القضية الشائكة.

يرى بوريل أن نشوب حرب بشأن تايوان سيكون كارثيًا للمصالح الأوروبية، خاصة في المجال الاقتصادي، فتايوان تلعب دورًا محوريًا في سلسلة التوريد العالمية لأشباه الموصلات المتقدمة، التي تعتمد عليها الصناعات الأوروبية الرائدة بشكل كبير. 
لذلك، يحرص الاتحاد على ضمان استمرار التدفق الآمن لهذه المكونات الحيوية.

اقرأ أيضًا: إعلام: الصين تظهر للغرب مدى دعمها لروسيا دون أي مخاوف

موقف الاتحاد الأوروبي من سيادة تايوان

على الرغم من هذه المخاوف الاقتصادية، فإن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بتايوان كدولة مستقلة، إذ انه بحسب ما أشارت صحيفة فورين بوليسي الأمريطية، يتبنى مبدأ "صين واحدة" الذي تنتهجه بكين. 

وأوضح بوريل أن "موقفنا الثابت هو أننا لا نعترف بدولة تايوان ولن نفعل ذلك". 

ولكن في الوقت نفسه، أكد أن الاتحاد سيحافظ على "علاقات اقتصادية وثقافية" مع الجزيرة، دون الاعتراف الرسمي باستقلالها، وهو موقف براغماتي يهدف إلى تجنب المواجهة المباشرة مع بكين حول هذه القضية الحساسة، بحسب ما تشير الصحيفة.

دعوات لدوريات أوروبية في مضيق تايوان

على صعيد آخر، اقترح بوريل في أبريل الماضي أن تقوم الأساطيل الأوروبية بدوريات في مضيق تايوان المتنازع عليه، في خطوة رمزية للتأكيد على مبدأ حرية الملاحة في هذه المياه الاستراتيجية. 

جاء هذا الاقتراح عقب مناورات عسكرية صينية كبيرة حول الجزيرة، شملت محاكاة ضربات وحصار.

تلقت هذه الدعوة انتقادات من بكين، التي ترى أن أي تدخل أجنبي في قضية تايوان يشكل تدخلاً في شؤونها الداخلية. لكن بوريل أكد أن الاتحاد الأوروبي لن يقف مكتوف الأيدي إزاء أي تهديد لحرية الملاحة في المنطقة.

الموقف الأمريكي الداعم لتايوان
من جانبها، تواصل الإدارة الأمريكية تعزيز علاقاتها العسكرية مع تايوان، في سياسة تثير غضب بكين وتصعد التوترات في المنطقة، فقد وافقت واشنطن مؤخرًا على حزمة مساعدات خارجية ضخمة بلغت قيمتها أكثر من 8 مليارات دولار، معظمها موجه لدعم قدرات الدفاع التايوانية ضد أي عدوان محتمل من الصين.

تدعم الصين الخيار السلمي لإعادة ضم تايوان إلى أراضيها، لكنها لا تستبعد استخدام القوة العسكرية إذا اضطرت لذلك. 
وترى أن قضية الجزيرة هي شأن داخلي صيني لا يجب التدخل الخارجي فيه. 

لكن الولايات المتحدة ترفض هذا الموقف وترى في تايوان حليفًا استراتيجيًا يجب الدفاع عن استقلاله، وهو ما يفسر الدعم العسكري والدبلوماسي المستمر لتايوان في مواجهة تهديدات الصين المتصاعدة.

تخشى دول أوروبية كثيرة أن يؤدي هذا الصراع المتفاقم بين واشنطن وبكين إلى مواجهة عسكرية غير محسوبة العواقب حول تايوان. ومن هنا جاءت تحذيرات بوريل للأطراف كافة بضرورة خفض التصعيد وإبعاد شبح الحرب عن المنطقة.