جاهزون لإغاثة الأشقاء

الخبراء: عمليات الاحتلال جنوب غزة لحفظ ماء الوجه| القضاء على المقاومة «مستحيل» مهما طالت الحرب

جاهزون لإغاثة الأشقاء
جاهزون لإغاثة الأشقاء

العملية العسكرية الأخيرة فى رفح تأخذ منحى خطير وإذا لم تتوقف إسرائيل عن هجومها فسوف يؤدى ذلك بالضرورة إلى توسع رقعة الصراع فى المنطقة واستمرار حرب غزة التى طالت بفعل العدوان الإسرائيلى على القطاع ووقوع الألاف من الشهداء والمصابين وتهجير السكان من مناطقهم.

الخبراء العسكريون أشاروا إلى أن الهدف الأول لإسرائيل من العمليات العسكرية هو تحرير الرهائن ولو قامت بذلك بالقوة مع حماس فى رفح ستكون النتيجة هى القضاء على الرهائن ولن يخرج أحد منهم حيا .. وبذلك تكون الخسائر لدى إسرائيل أكبر لو حدث قتال متبادل مع حركة حماس.

وقالوا إنه إذا لم تقم إسرائيل باقتحام رفح فسيكون الأمر كما لو أنها لم تحقق شيئا فى هذه الحرب، موضحا أن الأمر بالنسبة لإسرائيل مسألة حياة أو موت، وستكون بمثابة هزيمة عسكرية قاسية لها، فهى لم تحقق أهدافها المعلنة منذ بداية الحرب، والتى جزء منها القضاء على حركة حماس وفى المقام الأول إطلاق سراح الرهائن.

وأضافوا أن إسرائيل لن تستطيع إخراج كل الفلسطينيين من رفح الفلسطينية لأن الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً ولن تدخل فى قتال مع حماس أيضاً لأنها ستكون الخاسر الأكبر .. مؤكدين أن حماس مازال لديها القدرة على القتال وإحداث خسائر فى صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلى.

فى ظل التصعيد العسكرى الأخير من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسعى القاهرة لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، حقنا لدماء الفلسطينيين، يؤكد الخبراء العسكريون استحالة تنفيذ عملية عسكرية شاملة وموسعة فى رفح خاصة وأن خسائر الاحتلال فيها ستكون كبيرة، كما أن التلويح باجتياح برى شامل مجرد ورقة ضغط إسرائيلية على حماس لتحقيق مكاسب فى المفاوضات.

أكد اللواء محمد قشقوش عضو الهيئة الاستشارية للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الاحتلال الإسرائيلى لم يحقق أيا من أهدافه المعلنة من الحرب على غزة من خلال القضاء على حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين من خلال عملية برية عسكرية.. وأضاف أن حماس، متواجدة منذ بداية الحرب فى الـ 7 من أكتوبر 2023، ومع استمرارها نجحت فى التحرك عبر الأرض والأنفاق، بمسافة تصل إلى 40 كم، وتجرى انتقالات من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال نسبيًا، وهى تتحرك فى شكل نوع من المناورة العسكرية طبقًا للضغط الإسرائيلى.

وأوضح أن إسرائيل ترى أنها هجومها على رفح، قد يؤدى إلى القضاء على ما تبقى من قوات حماس الموجودة تحت الأرض، والتى فى يديها الرهائن الإسرائيليون .

وأشار اللواء محمد قشقوش، إلى أن قوات حماس لديها حرفة فى إدارة القتال، ونجحت فى استهداف مواقع وقوات إسرائيلية حتى اليوم الماضى فى كرم أبو سالم، مشيرًا إلى أن استمرار حماس بهذا الشكل، يؤكد أن لديها قوة بشرية وأسلحة وذخائر وكل العتاد العسكرى، بجانب القوة البشرية من الرهائن، الموجودين والذين ينتقلون خلال المناورات مرة واتنين وثلاثة وصولًا إلى رفح، معقبًا:» هذا ليس سهلًا ، فحماس تقوم بجهد كبير فى عملية نقل الرهائن، وتقوم بمناورات جبارة وتستمر فى القتال حتى وقت قريب، وتطلق صواريخ وتستهدف قوات إسرائيلية، وتقوم بأعمال عسكرية، جديرة بالملاحظة».

وأكد اللواء قشقوش أن مصر تبذل جهداً كبيراً جداً فى التفاوض مع كل الأطراف، فهناك حمساوى يقاتل وآخر يفاوض .. ولابد من إعمال صوت العقل فى الساعات القادمة حتى لا تنفجر الأمور وتتعقد أكثر.. مشدداً على دور مصر التاريخى فى الوقوف بجانب القضية الفلسطينية منذ عام 1947 وحتى اليوم، وقد أطلق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسى «قضية القضايا»، ولا أحد يزايد على دور مصر فى الوقوف كحائط صد ضد كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية.. كما أنها تعرف كيف تحافظ أيضاً على أمنها القومى من أى تهديد.

من جانبه أكد اللواء محمد الغباشى الخبير الاستراتيجى أن الحرب الإسرائيلية على غزة بعد هجوم 7 أكتوبر ما هى إلا محاولة لتجاوز الهجوم الخاطف الذى أظهر فشل المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية وفشل أجهزة الإنذار لديهم. والهدف من رد الفعل العنيف هو إنهاء القضية الفلسطينية، وتدمير قطاع غزة.. وأكد أن الاجتياح البرى الكامل أمر شديد الصعوبة ليس بسبب الضغط الدولى، وليس بسبب الحرص على المدنيين، وليس بسبب عدم رغبة أمريكا فى هذا، ولكن لأنه سيكون سببا لخسائر شديدة جدا للقوات الإسرائيلية، التى ستقوم بالاجتياح لأنها ستكون مقبرة لهم فى الجنوب..

وأضاف الغباشى أن عملية الاجتياح البرى ما هى إلا استعراض إعلامى فقط لتخويف الفلسطينيين والضغط عليهم. ولن يتم إلا عمليات نوعية محددة دقيقة وقصف جوى محدد ولن يتم الاجتياح البرى كما أن هذا الأمر مرفوض أيضا بالنسبة لمصر .

من جانبه قال العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، إن ما يجرى فى رفح الفلسطينية يعد بمثابة عملية محدودة بالفعل.
وأضاف أن قيام إسرائيل بعمليات نوعية فى رفح هى لتحقيق أهداف سياسية وليست عسكرية.. ولن يكون هناك عملية كبيرة فى رفح.. وسيتم مواصلة عمليات محدودة ونوعية.. ومن ثم السيطرة على المعابر ومنها معبر رفح ..

مما يضمن له كسر شوكة حماس والسيطرة على كل المعابر الخاصة بقطاع غزة .. واختتم قائلا: ستشهد مناطق جنوب قطاع غزة عمليات نوعية محدودة، لن يتم التوسع فيها.