إنها مصر

نتنياهو أفسد كل شىء!

كرم جبر
كرم جبر

مساء أول أمس الإثنين ،الأحداث تمضى بسرعة وتسابق الزمن، وحماس تعلن فجأة الموافقة على الصفقة، وإرسال وفد إلى القاهرة للاتفاق على بنود تنفيذها، وانطلقت مظاهرات الفرح فى غزة، أملاً فى انتهاء الحرب والعودة إلى الديار.

والمظاهرات تندلع ايضا فى تل أبيب تحمل صور الرهائن، وهتافات ضد نتنياهو للضغط عليه لقبول الصفقة، أملاً فى عودة الرهائن إلى ديارهم بعد طول المعاناة.

ولأول مرة يفرح الإسرائيليون والفلسطينيون ليس تعاطفاً مع بعضهما ، ولكن من اجل الرهائن ووقف الحرب

والعودة إلى الديار، والجميع يترقب وصول الوفود إلى القاهرة للاتفاق .. لكن نتنياهو أفسد كل شىء واقتحم رفح الفلسطينية.

نتنياهو كان مصراً على إتمام الاقتحام، وجاء قبوله للصفقة كإبراء لذمته أمام الإسرائيليين فى حال قتل الرهائن فيلقى باللائمة على حماس، ويستثمر جثث ضحاياه فى مزيد من النصر الزائف.

نتنياهو يريد الرهائن أمواتاً قبل أحياء، أو أن يحررهم بالقوة العسكرية، حتى لا ينسب أى فضل لحماس،، فالهدف النهائى عند نتنياهو هو رءوس السنوار وقادة حماس، وغير ذلك فلا انتصار.

وحماس وافقت بعد تردد وربطت ذلك بما اسمته «إنضاج الاتفاق»، مشفوعاً بعبارات عن تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، وأن الكرة فى ملعب إسرائيل، لوقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال وعودة النازحين وبدء الإعمار.

والأحداث تمضى بسرعة تقطع الأنفاس، والدلائل تؤكد أن نتنياهو كان يناور ويخدع وأنه ماضٍ فى الحرب والاقتحام، وأمر بدخول قواته المناطق المزدحمة بالسكان، ووراءه إجماع الحكومة الإسرائيلية ومجلس الحرب على الاقتحام.

العاشرة صباح امس الثلاثاء فى مصر هى الثانية فجراً فى واشنطن،والدخان يتصعد فى رفح ، والبيت الأبيض نائم والرئيس الأمريكى يصعب إيقاظه لأسباب كثيرة، وأوصى قبل نومه بأنه سيتحدث فى الصباح طويلاً مع نتنياهو، لتحذيره من مخاطر الاقتحام، والاستجابة للصفقة التى تضمن سلامة الرهائن .. ولكن نتنياهو لم ينتظر حتى الصباح فى أمريكا وحرك قواته.

حدث ذلك متزامناً مع الإعلان عن ان وفود التفاوض فى طريقها إلى القاهرة، من إسرائيل وحماس وقطر للتباحث حول إنجاح الصفقة والتهدئة، وبدء عملية تسليم الرهائن، وتنفيذ بنود الصفقة التى وافقت عليها الأطراف المعنية.. ولكن الأزمة دخلت مربعها الأخير الدى حذر منه العالم كله.

الأحداث تسابق الزمن وإسرائيل تؤكد أن مشكلة الاقتحام والرهائن ليست النهاية بل البداية، ولن يكون لحماس أى دور فى المستقبل، ولن يكون لها وجود فى غزة، ولا بديل عن خروجها وتسليم أسلحتها.

الجهود المصرية تسابق الزمن والأحداث، وتدرس كافة الاحتمالات والسيناريوهات، للخروج من النفق المظلم لغزة وأهلها بأقل قدر من الخسائر، ووقف آلة الحرب الإسرائيلية من إسقاط مزيدٍ من الضحايا.