الأحتفال بذكري .. ميلاد أسطورة المسرح الزعيم عادل إمام

عادل إمام
عادل إمام

آية‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬المقصود

لم يكن فنانًا عاديًا فحسب، بل استطاع بخفة ظله وموهبته الفذة وحضوره الطاغي أن يكون واحد من أهم الفنانين فى مصر والوطن العربى بأكمله، بل أيقونة فنية فى تاريخ مصر الحديث.. كان المسرح هو الشاهد الأول على نجاحه وسببًا رئيسيًا فى ثقة وعشق الجمهور له.

هو عادل إمام الحالة الفنية الفريدة التى لم ولن تتكرر بعد، نافسه الكثيرون ولكنه احتفظ بمكانة خاصة فى قلوب محبيه ليصبح نجم الشباك الأول على مدار أكثر من نصف قرن.. “أخبار النجوم” تحتفل بميلاد “إمام” الفن وأسطورة الكوميديا الزعيم عادل إمام.

لم يكن يعلم أحد من سكان حى السيدة عائشة بمدينة القاهرة، حيث ولد الزعيم، أن يخرج من وسط هذا الحى البسيط واحد من أهم نجوم الوطن العربى،  تحديدًا فى ١٧ مايو 1940، ولكن ترجع أصول عائلته إلى قرية شها مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، لكنه انتقل مع أسرته إلى حى السيدة عائشة ثم حى الحليمة ثم حى العمرانية ثم المهندسين قبل أن يستقر فى المنصورية. 

التحق الزعيم بكلية الزراعة جامعة القاهرة وبدأ حبه للفن من خلال مسرح الجامعة والتقى برئيس فرقة المسرح “زكى جمعة” الذى كان يعمل فى سلك التدريس بجامعة الزقازيق، والذي ذكر اسمه فى مشهد شهير له بمسرحية “مدرسة المشاغبين” بقوله “فين أيام رفاعة الطهطاوى وقاسم أمين وعلي مبارك وزكي جمعة”.

هذا الاسم الذى احتضن عادل إمام وتنبأ له بالنجاح الفني، وكان له كل الفضل فى تأسيس وتعليم عادل إمام و تدريبة للوقوف على خشبة المسرح، وقدم أكثر من عمل مسرحى على خشبة مسرح الكلية، إلى أن جاءت أول فرصة للوقوف على خشبة المسرح عام 1960 بمسرحية “سرى جدًا” مع فؤاد المهندس، وفى عام 1962 قدم مسرحية “ثورة قرية” إخراج حسين كمال، ثم قدم بعدها العرض المسرحى الذى أثبت من خلاله الزعيم موهبته الحقيقة “أنا وهو وهى” مع المهندس أيضًا فى دور “الأستاذ دسوقى”. بعد النجاح الذى حققة من خلال هذه المسرحية ظل عادل إمام يعمل في المسرح لفترة طويلة وقدم عام 1967 مسرحية “النصابين” ثم “البيجامة الحمراء” إخراج كمال ياسين.

كما شارك في مسرحيات “حالة حب”، و”أنا فين وأنت فين” مع الثنائى فؤاد المهندس وشويكار، ثم “غراميات عفيفي” من إخراج نور الدمرداش، إلى أن قدم المسرحية الأشهر التي جعلت منه نجما لامعًا وهي “مدرسة المشاغبين” التي عرضت لمدة 5 سنوات متتالية منذ عام 1971.

بعد النجاح الذى حققه عادل إمام بشخصية بهجت الأباصيرى فى “مدرسة المشاغبين”، قرر أن يقوم ببطولة مسرحية بمفرده بعيدًا عن البطولة الجماعية، وهذا ما جعله يعتذر عن تقديم مسرحية “العيال كبرت”، ليقدم مسرحية “شاهد مشافش حاجة” من إخراج هانى مطاوع وإنتاج سمير خفاجة والتى نالت نجاح طاغى جعلت من عادل إمام نجمًا لامعّا وحفرت اسمه بين الكبار، وتوالت نجاحات إمام على خشبة المسرح ليقدم بعدها مسرحيات “الواد سيد الشغال والتى استمر عرضها من عام 1985 حتى تم تصويرها تلفزيونيًا عام 1994، ثم قدم بعدها مسرحيتى “الزعيم” و”بودى جارد”.

من العادات التى كان يحرص عليها إمام هى الذهاب إلى المسرح قبل العرض بثلاث ساعات، ليشرف على تجهيزات المسرح بنفسه، ويتحدث مع زملاءه، وقبل العرض بساعة كان يختلي بنفسه ويقرأ القرآن ثم يدق خشبات المسرح ثلاث دقات، ويظهر للجمهور على المسرح.

من المعروف عن عادل إمام أنه ملك الإرتجال، وهو ما كان يظهر فى كل أعماله المسرحية التى كثيرًا ما تشهد خروجه عن النص، ولكن كان يوفر أيضا مساحة لهذا الارتجال لكل من العاملين معه طالما داخل الدور.

من العادات التى كان يحرص عليها دائما الزعيم عندما كان يسافر مع فرقته لتقديم مسرحية خارج البلاد أن يتناول وجبة الغداء مع عمال المسرح يوميا، وكان يحرص على الاحتفال بليلة رأس السنة مع زوجتة السيدة “هالة” مع جمهوره فى المسرح.

ومن أصعب المواقف التى تعرض لها عادل إمام وفاة صديقه وشريك نجاحه الفنان مصطفى متولى، ويقرر استمرار عرض مسرحية “بودى جارد” فى اليوم التالي ليستعين بالفنان محمد أبو داوود لتقديم دور الراحل، مؤكدًا أن الجمهور “مالوش ذنب”.

لم تسع هذه المساحة الصغيرة للحديث عن الزعيم ومشواره الفنى الحافل، ولكنه رصد بسيط لمحطة من محطات مسيرته الفنية.  

كل سنة وانت طيب يا زعيم.

اقرأ  أيضا : محمد إمام عن «اللعب مع العيال»: «مختلف عن أي حاجة عملتها»


 

;